والدي رحمه الله تعالى وأنا طفل صغير سمعته يقول للأستاذ وصفي : لو أبيع الجاكت بتاعي سوف أعلم إبراهيم ٠٠
واصلت تعليمي وكنت طوال سنوات الدراسة من المتفوقين وأذكر أثناء دراستي الاعدادية طلبت من والدي شراء مجموعة من الكتب فأخذني إلى المكتبات المنتشرة بالقرب من جامع الإمام الحسين والأزهر بالقاهرة وجعلني اختار مجموعة من الكتب منها تفسير ابن عباس وتفسير ابن كثير ومجلدات فقه السنة وبعض مؤلفات الشيخ كشك وكتاب رياض الصالحين ٠٠ إلخ ٠٠
بعد حصولي على الشهادة الثانوية التحقت بالجامعة وأثناء دراستي بالسنة الثالثة الجامعية وقبل الامتحان بأقل من شهر مكثت معظم الوقت في المنزل للمذاكرة وذات يوم وبعد عودة والدي من العمل سمعته يقول لأمي رحمها الله : إبراهيم في الفرقة الثانية وليس في الثالثة !! وفي المساء خرج من المنزل وعلمت مكان تواجده مع أحبابه وجميعهم أعرفهم ويحبونني جدا ٠
ذهبت إلى والدي ومعي كتب الفرقة الثالثة الجامعية وبعد السلام عليهم قلت لأحد أصدقاء والدي وزميله في العمل وأيضا خريج نفس الكلية وسألته بعد أن وضعت الكتب أمامه : يا أستاذ ٠٠ الكتب هذه درستها في الفرقة الجامعية الكام ؟ فقال : الفرقة الثالثة ٠٠ فقال : لماذا سؤالك هذا ؟ فقلت : لأن بابا قال لماما أنني في الفرقة الثانية ولست في الثالثة ٠٠ وهنا نهض والدي من مقعده وقال : أليس لنا منزل ثم صفعني على خدي ٠٠ فأندهش كل الجالسين معه وقالوا : ليه كده ٠٠ معلشي يا إبراهيم ده والدك ٠٠
قلت وأنا أبكي : طبعا والدي وجزمته على دماغي ثم أدرت خدي الأخر لوالدي ٠٠ فبكى الحاج عبد القادر صديق والدي وقبلني وطبطب علي وأخذني بهدف الذهاب معه إلى بيته ولكن قلت له : سوف أذهب إلى صديقي سامي ٠٠
هذه كانت الصفعة الوحيدة من والدي طوال حياته ٠
عدت إلى المنزل بعد فترة قصيرة فوجدت والدي وكل من كان معه في منزلنا وعندما دخلت صالحني والدي فقلت : أنت بعد الله تعالى خيرك علي وأنت تاج راسي ٠
رحمة الله على روح والدي وروح والدتي وأسكنهما الله تعالى فسيح جناته ٠
ياسادة ٠٠ طاعة الوالدين الطريق إلى مرضاة المولى عز وجل ورسوله الكريم ٠٠ والسعادة في الدنيا والآخرة ٠
في الختام أقول لكل الأبناء : تذكروا بعين الاعتبار والتفكير قول الله تعالى في كتابه الحكيم : ( وقضىى ربك ألا تعبدوا ألا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولاتنهرهما وقل لهما قولا كريما ) ٠
أخبار متعلقة :