بوابة صوت بلادى بأمريكا

قصة قصيرة : خاتم صيني بقلم سيد عبد العال سيد

 
وقفتُ أمام محل الصاغة المزدحم بالمشترين الذين يقلبون الخواتم والدبل وهم لا يشترون أنظر إلي الفاترينة الزجاجية المزخرفة بماء الذهب الذي يستهوي الناظرين إليها أتفحص بعيني الواسعة إلي أطقم الخواتم الصيني المرصوصة داخل الفاترينة جذبني كثيراً خاتم محفور عليه حروف أنت عمري ثم دفعت الباب بكل شغف وأصبحتُ داخل المحل أتلفت يميناً ويساراً إلي أن وقعت عيني علي فتاة جالسة علي الكرسي تنظف بعض الخواتم من الأتربة ولكن رسمة الكحلة التي تشع من عينيها نوراً يضيء ما حولها نظرتْ إليّ وهي تقول : أتفضل.. قلت بكم الخاتم ؟.. بثلاثين جنيهاً ثم نطقت بصوت رقيق : ممكن تلبسيني الخاتم؟.. تحت أمرك.. تلامست يدي مع يدها أحسستُ برعشة في جسدي تشعل ناراً في عروقي كأنها ملكة الحور جاءت من السماء كي تأخذ بيدي إلي الحياة الجديدة وأنبتت في قلبي السكينة.. فصاح قلبي المتحجر مبروك عليك.. بهدوء سحبت الخاتم من أصبعي، تمنيتُ أن يطول الوقت كثيراً حتي أستأنس بها في بيتي الصحراوي وعلي غير المتوقع رن هاتفي المحمول في جيبي دون وعي أخرجتُ الهاتف ضاغطاً علي مفتاح الرد ألو.. أم محمد .. هات معاك كيلو بصل وطماطم عشان طبخة اليوم ، تركتُ المحل تائهاً أخطو بخطوات ثقيلة أفكر في سعر البصل بأربعين جنيهاً ... 
 

أخبار متعلقة :