بوابة صوت بلادى بأمريكا

ماري كلير تكتب : مراقب أم محارب؟

 
 
يأتيك الحزن كعاصفة تفتح نوافذك وأبوابك لتعصف بهدوء روحك  وتأخذك دوامة رياحها في حركة مستديرة سريعة لا تعي معها الا بألم حل بك. 
تقاوم و تصارع لتقف بوجه تيار أهوج إلى أن تنهك فتسقط ممتلئا بإحساس كريه بخليط من الضعف والفشل والإحباط , فأنت صرعت بعد أن بذلت جهدك الذي تملك , أنت حزين لأنك لم تستطع مساندة نفسك وما زلت تصارع  في دوامة تعب تولد دوامات لا تنتهي إلا بالصمت بالوقوف ولو للحظة  والسؤال ماذا بعد؟ 
لماذا هذا العراك الفاشل ؟ هل تستسلم فتبكي فشلك أم ماذا؟
تريث عزيزي ولو للحظة , لوهلة , فذاكرتك ستسعفك   بضعفك الذي عجنت منه , فنحن من عدم وذاك الجسد الذي نلبس سيتلاشى يوما , وذاتها الريح التي تعصف بك اليوم ستنثره ذرات في مهبها.
تريث   وعد إلى ذاكرتك التي على يقين أن لا عاصفة استمرت وأن لحظة ذروتها هي بداية نهايتها . كن مراقبا غير محارب, فاهما غير حزين سابحا في مهب ما يعصف بأيامك.
هي لحظة ليس أكثر. هي قرار, فهل ستراقب أم ستحارب؟
وتذكر أن أغلب معاركنا مع القدر لا تغير شيئا في النتيجة.
جئنا لنحيا لا لأن نفهم ما هي الحياة.
نحن هنا وليس لنا أن نشغل أنفسنا بالمنتهى ولا إلى أين سائرين فذلك لن يغير شيئ.
نحن لا نمتلك شيئ بحوزتنا إلا أننا موكلين عليه إلى حين فلنحسن استخدامه.
طاقة الحياة وإعطائها منحت لنا وليس لنا فضل بذلك فهي هدية علينا الاستمتاع بها لا تشويهها.
مع كل بداية يوم أنت تمنح فرصة جديدة لتسلك في طريق إحساس سيقود نهارك إلى حيز أنت الوحيد الذي له أن يرسم أبعاده فهل ستراقب الحدث أم ستغوص في دوامته محارب عنيد منفعل أم سابحا  متراقصا وملتفا , متجاوزا مطباته بحذر وعلى يقين بأن هناك يوم جديد سيشرق على هذه الأرض وكل من عليها معك وأن دوامات الحياة وصراعاتها جزء من طبيعتها كما نحن وأننا وجدنا لنحيا بأفضل حال يمكننا عيشه.
استمتع بهدية السماء ولا تغوص بترهات الأرضيات كثيرا.
كن أعلى فسترى الصورة كاملة فتبعد عن الجزيئات العقيمة الفائدة.
إحيا فذاك ما وجدنا لأجله.

أخبار متعلقة :