بوابة صوت بلادى بأمريكا

ما بين اليرموك وغزة ايمان وهوان بقلم خالد السلامي

 
   في عام ١٥ للهجرة تحركت جيوش المسلمين من جزيرة العرب لطرد الروم من ارض الشام في اول معركة خارج الجزيرة وكانت المسافة ما بين عاصمة المسلمين في المدينة المنورة والشام ربما تبلغ آلاف الكيلومترات وكان على الجيوش العربية ان تجتازها عبر طرق وعرة جدا تمر من خلال جبال ووديان وسهول مختلفة الوعورة وكان على المسلمين ان يقطعوها اما على الخيول والإبل او مشيا على الاقدام وهم يعرفون مدى قوة عدوهم وامكانياته البشرية والمادية من حيث العدة والعدد ولكنهم ايضا يعرفون قوة ايمانهم وثقتهم بالله ثم بأنفسهم على تجاوز الامكانيات التي يمتلكها عدوهم من قدرات في العدة والعدد فتمكن أبطال الاسلام في معركة وصفت بانها من اكبر واقوى معارك التاريخ آنذاك بقيادة سيف الله المسلول البطل خالد بن الوليد من سحق جيوش الروم وطردهم شر طردة من ارض العرب في الشام فكانت تلك المعركة اضافة الى معركة القادسية فاتحة الطريق لانتصارات إسلامية ابهرت العدو قبل الصديق وتمكن المسلمون المتوحدون من نشر الاسلام في اوسع نطاق آنذاك بقوة ايمانهم ثم بثقتهم العالية بأنفسهم رغم بعد المسافات ووعورة الطرق وضعف العدة والعدد مقابل جيوش الأعداء المدججة بالجند والوحوش والفيلة والاسلحة وخلال فترة قياسية اذا ما قيست بسعة الانتشار وصعوبة الظروف ووعورة الطرق وبعد المسافات. 
واليوم يقف اكثر من اربعمائة مليون عربي اضافة الى اكثر من مليار وستمائة مليون مسلم من غير العرب بما يمتلكون من جيوش واسلحة متطورة وحكام كلهم يَدَّعون انهم قادة الأمة متفرجين على مد البصر ومرمى الحجر  وبطرق معبدة واراض سهلة واموال طائلة واعداد هائلة من البشر امام مجموعة غاصبين لأرض فلسطين منذ خمسة وسبعين سنة و لا يتجاوز عددهم العشرة ملايين بما فيهم من أطفال ونساء وعجزة وهم يبيدون شعب غزة الاعزل إلّا من إيمانه بالله دون ان يحركوا ساكنا بل وبعض حكامهم وجيوشهم يقاتلون مع العدو ضد اهلهم في غزة وكل فلسطين وبعضهم تنطلق الطائرات الداعمة للعدوان من قواعد داخل بلدانهم .
وهنا لابد من التساؤل عن اسباب  انتصار العرب الأوائل حيث لم يصل الاسلام بعد الى غير العرب على اعتى قوى العالم آنذاك وينهزمون اليوم امام عدو لا يشكل نسبة ١% مقابل العرب فقط هذا عدا المسلمين اجمع ؟ والى أي مستوى من الذل والهوان اوصلتم امتكم ودينكم أيها الحكام ؟  أَما ان الاوان ان تكلفون أنفسكم بقراءة تاريخكم ومراجعة أيمانكم ان كنتم فعلا مؤمنين؟
والآن وبعد كل هذه الانتكاسات والمواقف المخزية صار على الأمة العربية ان تعيد حساباتها وتصحو من جديد لتعيد مكانتها التي تستحق بين الأمم فهي لا تقل عن تلك الأمم بشيء سواء بالبشر او المال او الموقع او ايٍ من مقومات النهوض الاخرى.

أخبار متعلقة :