بوابة صوت بلادى بأمريكا

سامح ادور سعدالله يكتب :أدباء و شعراء العهد القديم

 
 
في التاريخ  المصري القديم قصص و حكايات و أساطير تجذب العقل الفاتر و تنير المظلم و تفتح الأذهان وتجليه  من الصداء  العالق  المتمكن منه,  كم من جمال  في هذا الأدب المتعدد الجوانب ربما الغالب عليه الفكر الديني و البعث و الخلود  سجلت و دونت عبر تاريخ مصر القديمة التي وضحت فيها معالم الحضارة المصرية القديمة و التي تمثل أعظم حضارات الشرق القديم .
و المصادر التاريخية والمراجع المعاصرة  عامرة بل تعج بالحديث عن الكاتب المصري القديم,  نلاحظ هذا بقوة في المدونات المصرية القديمة سوء كانت في البرديات أو منقوشة على جدران المعابد و المقابر المصرية القديمة , و كيف لعب الكاتب قديما دورًا كبيرًا في نشاءة و بلورة الحضارة القديمة و ما كانت للكاتب من مميزاته  ومكانته في المجتمع ودوره فيه, وسبل تعليمه وإعداده مهنيا, و منها الوصية الشهيرة للوالد لابنه أنه لابد و ("تقول  برديه مصريه قديمه من سنة 2000 قبل الميلاد معروفه بإسم " بردية هجاء المهن " الكاتب فيها بينصح الناس من الطبقه الوسطى عن طريق نصايحه لإبنه إنه يختار مهنة الكاتب عن أى مهنه تانية و بيقوله " مفيش مهنه مالهاش ريس عليك إلا مهنة الكاتب ".  فلابد  أن يتعلم حتى يصبح كاتبًا حتي ينال حظ أفضل في الحياة ,و من أشهر أثارها  تمثال الكاتب الجالس القرفصاء , و رغم ذلك  جهلت تلك المصادر والمراجع قضايا الكاتب المصري من حيث صناعته ومكوناته, كما أغفلت أيضا التعمق في الحديث عن أهم وأعظم الكتاب, وأسباب عظمتهم وشهرتهم ونقدها وتفنيدها, هناك أكثر من مسمي يمكن إن يطلق علي كبار الكتاب في مصر القديم, حيث لا يوجد  في اللغة المصرية القديمة يحقق ذلك الغرض, ولكن هناك وصف فقط للوظيفة, الذين كانوا لهم دور كبير في المجتمع المصري القديم. فعل سبيل المثال قصة الفلاح الفصيح من أشهر قصص الأدب المصري القديم نجهل كاتب القصة  سنوحي أيضا و غيرها الكثير , و لكن نحاول أن نضع بعض أمامكم 
و نضم فيها أشهر الشعراء و الكاتب و المؤرخين 
ايمحتب الحكيم و الطبيب 
إيمحتب طبيبا وحكيما ومهندسا, واعتبره المتعلمون راعيا لهم, كما اعتبره أهل الحرف ابنا للمعبود بتاح رب الحرف والفنون, ولد ايمحتب في احدي ضواحي مدينة منف القديمة, في اليوم السادس عشر من شهر أبيب, الشهر الثالث من فصل الحصاد, وقد ولد لأب عرف كمهندس بارع يدعي " كا غردو غنخ كان لهذه النشأة دور كبير في بلورة فكرة وتنمية قدراته, حيث أتيحت له فرصة التعلم والإلمام بمظاهر المعرفة المختلفة المتاحة في هذا العصر, وصقلت مواهبه كمهندس بفضل أبيه حيث ذكر علي نص مسجل علي قاعدة أحد الأعمدة بالمتحف البريطاني :
كا إر إس
لم نعثر – حتى الآن - علي نص يحمل مؤلفه أسم " كا إر إس ", ولقد جاء ذكره علي بردية شستر بيتي الرابعة في أطار الحديث عن الحكماء, وفي نص أخر نجد أنه منح لقب وزير منح لقب وزيرا, وربما كان وزيرا من عهد الدولة القديمة, والتكوين القديم لأسمه من خلال بردية شستر بيتي يرجع إلي الدولة القديمة, ويبدو انه في أغلب الظن كاتب النصائح الموجهة إلي كاجمني والتي تركت آثارها في نصائح بتاح حتب . 
كما( أورد محمد بيومي مهران من خلال النصائح الموجهة إلي كاجمني أنه ربما كان مؤلفها يدعي " كا ارسو " , وكان حاكما للعاصمة ووزيرا للملك " حوني " آخر ملوك الأسرة الثالثة, وقد أدركته الشيخوخة فكتب هذه النصائح ليسير عليها أبناؤه وبخاصة كاجمني الذي تولي وظائف أبيه في عهد الملك سنفرو) . 
كذلك أورد محمد عبد الحميد بسيوني, أنه قد شارك بتاح حتب بعض شهرته في الدولة القديمة وزيرا آخر يدعي كا ار سو, كتب تعاليمه لأولاده ولولده الأكبر كاجمني علي وجه الخصوص, وكان من طريف قوله وهو يدعوه ألا يؤثر العمل علي الكلام : " دع سمعتك تزكو وفمك صامت , تدع إلي أعلي المناصب " 
 المعلم و الكاتب كاجمني
"نسبت له  الكثير من التعاليم, لم يصلنا من هذه التعاليم إلا جزء صغير محفوظ مع تعاليم بتاح حتب في بردية " بريس" فلا بد أنها مشابهه لها , وهي نسخة نقلت في عصر الدولة الوسطي ربما في عصر الأسرة الثانية عشر عن أصل قديم, والكتاب الذي يضم تعاليم كاجمني لم يتبق منه إلا الجزء الأخير وبالتحديد الصفحتان الأخيرتان, ولكن الفحص الدقيق لما تبقي منها يظهر لنا أنه لم يرد في هذا الكتاب ما يدل علي إن كاجمني هو الذي قام بتأليفه". 
 الأمير العاقل حردديف
ابن الملك " خوفو " , كان أميرا عاقلا طيب المعشر مطلعا علي تاريخ الأجداد, وقد هجر فيما يبدو السياسة في ذلك العصر الملئ بالصراع وتفرغ إلي الحكمة ومصاحبة السحرة والعلماء , تعاليمه تعد المثال الأقدم في مصر القديمة لمثل هذا اللون الأدبي, وقد ذكر في قصة خوفو والسحرة, كما ورد ذكره علي نص تمجيد كبار الكتبة والأدباء علي بردية شستر بيتي الرابعة . 
بتاح حتب الملك 
هو وزير الملك " جد كا رع اسيسي " من ملوك الأسرة الخامسة, ويذهب بعض الباحثين إلي إن بتاح حتب كان مربيا للملك " جد كا رع ", كما يظهر أنه كان من أفراد العائلة المالكة, وربما كان عما للملك, ورأي بعض الباحثين أنه كان وزيرا للملك ونيس, ورأي فريق ثالث أنه كان وزيرا ولكن دون تحديد للملك الذي عمل له وزيرا, وان كان هناك شبه إجماع علي أنه كان وزيرا للملك جد كا رع إسيسي, وتوجد مقبرته في سقارة, وقد تميزت مقبرته بما يدل علي ما كان ينعم به أفراد طبقته من حياة ورغد, ومن رعايا الخدم والأتباع, ومن أمتع ما يستشهد به من مقبرته أسلوبها المعماري والفني, وتصوير الحياة اليومية داخل البيوت وخارجها . 
وتحوم الشكوك حول نسبة التعاليم إلي هذا الوزير, ولكن من المؤكد أنها قديمة وقد استمرت وتجددت في الدولة الوسطي بوجهة نظر جديدة تتناسب مع العصر . 
 الحكيم إيبو ور
لم يحتوي نص التحذيرات بين ما تبقي منه إلا علي أسم واحد لشخص يدعي إيبو ور, والذي ذكر قبل انتهاء النص بالسياق الآتي :
" هذا ما قاله أيبو ور عندما رد علي جلاله سيد الكل "
خع خبر رع سنب الكاهن 
كان كاهناً من عصر الدولة الوسطي, ويحتمل أنه كان في عصر الأسرة الثانية عشر, ويستدل من اسمه أنه قد عاش في عهد " سنوسرت الثاني ", وكلمة " خع خبر رع " هي اللقب الرسمي الذي كان يتخذه سنوسرت الثاني, وكلمة سنب تعني الصحة فيكون معناها اسم كاتبها " خع خبر رع في صحة ", وينسب إليه أنه كان كاتب كلمات والتي تعكس ازدهار اللغة وتتحدث عن معاناة قلب الإنسان وخروج الحكمة, ويعد هذا العمل مشابه لما ذكره إيبو ور ونفرتي . 
.
 الفيلسوف بتاح إم جحوتي
اسم " بتاح إم جحوتي " غير معروف لنا بشكل كامل مع الأسف الشديد خارج بردية شستر بيتي الرابعة , ولكن اقترانه مع " خع خبر رع سنب " تشير إلي أن الاثنين ربما قد عاشوا خلال تلك الفترة , ويري البعض أنه كان كاتب الحكم والنصائح الملكية , وهي تعد جزء من أدب الدعاية السياسية الخاص بالأسرة الثانية عشر , والذي كان يكتب من قبل الملوك وينشر بين الرعايا . 
نفرتي الكاهن 
أسمه كان ينطق إلي وقت قريب " نفر رهو " نفر رحو " , هو غير معروف في المراجع المؤلفة , ربما يكشف له عن آثر يوما ما , والذكر الوحيد له هو الوارد علي بردية شستر بيتي الرابعة , وهو طبقا لنص البردية كاهن مرتل ينتمي إلي بوبسطة – بر باستت - , ومولود في إقليم " حقا عج " , وذكر بوزنر أن المدينة كانت تقع ضمن حدود الإقليم الثالث عشر إقليم " حقا عج " من أقاليم مصر السفلي وعاصمته اون ( هليوبوليس عين شمس ) . 
خيتي الحكيم و المعلم 
له تعاليم وقد وجه تعاليمه هذه لأبنه مري كا رع , وقد أختلف المؤرخون حول صاحب هذه التعاليم ما بين خيتي الثاني أو الثالث أو حتى الرابع من ملوك الأسرة العاشرة الإهناسية وذلك بسبب الدمار الذي لحق بخرطوشه , حيث جاء بعد "خيتى الأول" عدة ملوك يصعب تحديد عددهم، وإن تراوح بين أربعة وثلاثة عشر ملكاً . 
خيتي بن دواوف الحكيم و الشاعر 
ظهر أسمه علي بردية شستر بيتي الرابعة علي الظهر, وأرتبط أسمه بتعاليم أخري مثل أنشودة النيل, وتعاليم أمنمحات الأول, تعددت الآراء واختلفت حول كيفية قراءة اسمه, وقد نال هذا الاسم اهتمام كثير من الباحثين , وذلك بسبب أهمية تعاليمه ونظرا لاختلاف الكتابات التي ظهر بها الاسم فقد كان من الصعب علي العلماء أن يتفقوا علي رأي واحد لقراءة هذا الاسم, وقد برهن جاردنر علي أن اسمه خيتي بن دواوف, وانه كتب تعاليمه إلي ابنه بيبي 
 المؤلف  و الحكيم حورى
حوري بن ون نفر", له مساجلة أدبيه بينه وبين كاتب آخر يدعي أمنمؤبي . 
وصف حوري في نص المساجلة بـ: " الكاتب ذو التفكير المختار الرزين في المناقشة - الذي ينشرح الناس من ألفاظه عند سماعها - المتفقه في كلمات الآلهة . 
آني الحكيم 
له تعاليم كتبها إلي ابنه, نسب الكاتب آني نفسه إلي بيت الملك " نفر كا رع تاري " الذي يرجع إلي الأسرة الثامنة, وذلك رغم أنه سمي نفسه وسمي أبنه " خونسو حتب " باسمين من أعلام الدولة الحديثة, ولعل السبب في ذلك أنما يرجع إلي ما كان للأدب القديم وبخاصة أدب الحكم والأمثال من    الكاتب أمنحتب بن حابو  
ولد أمنحتب بن حابو حوالي عام 1415 ق.م , في أتريب - بنها الحالية - المقاطعة العاشرة من مقاطعات مصر السفلي, كما ذكر ذلك في ترجمته لنفسه والتي تركها في العديد من النقوش, حيث كان كثير التفاخر بانتسابه إليها, وهو ينتمي لأسرة من عامة الشعب فقد ولد من أبوين فقيرين. 
الحكيم أمون إم إبت ( أمنمؤب 
أسمه " أمنمؤبي بن كا نخت ", له نصائح وجهها لولده الأصغر " حور ماخر ", وربما ترجع إلي الفترة الممتدة من الأسرة الحادية والعشرين إلي الثانية والعشرين, ويكاد يتفق العلماء علي أن النصائح هذه إنما كانت هي الأساس الذي اعتمدت عليه سفر الأمثال من العهد القديم . 
ألقاب ووظائف أمنمؤبي كما وردت في التعاليم حيث يقول : " ألفه ملاحظ الأراضي الحاذق في عمله - وهو نتاج كاتب مصري ( يري سليم حسن أن بهذه الجملة يدل علي أن كانخت كان كاتبا أيضا ) - ملاحظ الغلال ومدير المكاييل - هو الذي يدير محصول الغلال لسيده - الذي يقيد الجزر والأراضي الجديدة - يضع العلامات عند حدود الأرض المنزرعة
 المؤرخ و الكاتب مانيتون السمنودى  
يبقى مانيتون السمنودى كاهن وكاتب وأديب، له الكثير من الأعمال، أهمها في نظر الباحثين وعلماء المصريات مؤلَّفه المنظم جداً «المصريات» أو كما سماه «أجيبتياكا ذكر فيه ثلاثين عيله مصرية ملكية فرعونية حكمت مصر وبالترتيب الزمني مع الأسماء والأحداث والتفاصيل الدينية والاجتماعية، ليتخذ الدارسون ده الكتاب مرجعاً لهم، لكن إنهم فضلوه على كتاب المؤرخ بطليموس تم اكتشاف الكثير من الأخطاء لديه في تفاصيل التاريخ المصري.

أخبار متعلقة :