ليس من الضروري أن تكون علامة أو علامات التعجب التى توضع خلف كلمة أو جملة أو سلوكيات هي علامات تفيد عدم القبول أو الرفض ، من الممكن أن توضع كدهشة وتعجب من قدرات فائقة أو عقول ذكية أو سلوكيات محترمة وعلى النقيض يمكن أن توضع خلف قدرات لا تعمل ولا تنتج ولا تجيد سوى المهاترات اللفظية والدروشة الدينية بصفة عامة على غير فهم ولا علم ثم تتحدث عن الرخاء البشري وكأن تفاهاتها هي العامل المؤثر بقوة في عملية التقدم والارتقاء والوصول إلى الأفضل ، أو نوعية أخرى ترقد خلف الغباء المستحكم لعقول وضعت تحت بند العقول بطريق الخطأ أو سلوكيات لبشر لا يزالوا في العهد الداروني " نسبة إلى نظرية دارون " التي تقول أن الإنسان أصله قرد . نعم العقول البشرية تتفاوت تفاوتا عجيبا بين النبوغ في الخير للبشرية والنبوغ في تدمير البشرية ، عقول حطت عل القمر والمريخ وعقول لا تزال حتى الآن محتارة بين الحلال والحرام في الدخول للحمام هل بالقدم اليسرى أو باليمنى !! . دعونا ننتقل وعلى قدر المساحة لنوع من علامات التعجب للنبوغ والثانية من علامات التعجب للغباء وتطرف الفكر .
زراعة قلب خنزير داخل جسد إنسان !!! :
****************************
أعتقد أن هذا العقل أو هذه العقول التي قامت بهذا العمل المدهش تستحق الألاف من علامات التعجب بل والدهشة وكيف وصلت إلى هذا القدر من العلم والنبوغ فتنتزع قلب الإنسان التالف لتضع مكانه قلبا حيوانيا يعمل بكفاءة حتى الآن بالرغم من مرور ما يقرب من شهرين على إجراء العملية . نعم تم زراعة قلب خنزير داخل جسد إنسان ، الطبيب اسمه " بارتلي جريفيث " والمريض اسمه " ديفيد بنيت " . الدكتور بارتلي متواجد بالولايات المتحدة الأمريكية وهو أستاذ جراحة بكلية الطب جامعة ميريلاند ومدير زراعة القلب بالمركز الطبي بجامعة ميريلاند الأميريكية وله 40 عاما في علاج أمراض القلب وأمراض الرئة . قام خلالها بالعديد من عمليات نقل وزراعة الأعضاء لكنها المرة الأولى التي يقوم فيها بزراعة قلب خنزير داخل جسد إنسان ، وعلى حد قول الدكتور " بارتلي " أن المريض كان سيموت لولا قلب الخنزير ، وأضاف بأنه منذ وقت طويل ربما في بداية التسعينات تم التوصل إلى أنه يمكن تعديل أعضاء الحيوانات لتكون مفيدة أكثر لعملية زراعة الأعضاء ، وبالفعل تم الاستفادة من العمل الذى تم إنجازه خلال العشرين عاماً الماضية على هذه الأعضاء ، حيث كا يقوم بالبحث والدراسة لاستخدام قلب خنزير معدل وراثياً في المعمل ، وقام هو وزميله الدكتور " محمد محيى الدين " وهو باكستانى الأصل ، بتكوين فريق طبى داخل كلية الطب جامعة ميريلاند بالعمل على زراعة قلب خنزير فى جسد الحيوانات تمهيداً لإجرائها على البشر . ( كجملة اعتراضية أقول : ياترى لو كان الطبيب الباكستاني ظل في باكستان ولم يهاجر إلى أمريكا هل كان سيصل إلى هذه الدرجة من النبوغ ؟!! ) . ويتابع دكتور بارتلي : قابلت المريض ديفيد بنيت وهو يبلغ من العمر 57 عاماً، وحين رأيته كان يائساً من الحصول على العلاج لأنه لم يجد أي متبرع ليجرى عملية زراعة القلب ، ونحن اقترحنا عليه أنه من الممكن أن نقوم بتجربة زراعة قلب حيوان وقد تنجح وهو لن يخسر وهو محكوما عليه بالموت إذا لم يجري العملية فورا ووافق على الفور . العملية تم اجراؤها يوم 7 من يناير 2022 ، وبدأنا الحديث معه في منتصف ديسمبر حول استعداده ومرة أخري أقول هو لم يستطع الحصول على قلب بشري لأنه كان مريضاً للغاية وكان لديه تاريخاً سيئا مع المرض لأنه لم ينفذ تعليمات الأطباء الذين يعالجونه في تناول العلاج أي لم يمتثل لتعليمات الأطباء من أجل تخفيف حدة المرض ، وبالنسبة لبرنامج زراعة الأعضاء يصعب إهماله هذا من الحالة لأنه لا يتم ضم المرضى الذين لا يتبعون تعليمات أطبائهم ، وقد راجعنا بياناته مع عدد من مراكز زراعة القلب الكبرى وكلهم اتفقوا على إنه ربما لا يكون مرشحاً لهذه العملية. لكن تمكنا من التغلب على هذه الصعوبة . وبسؤال الدكتور " بارتلي " إذا كان مستقبلا يمكن زراعة قلب حيوان لإنسان إذ لم يمكن توفير قلب بشري له أجاب : هذه هي عملية زراعة تجريبية ، ويوماً ما سيصبح هذا واقعاً، وبالنسبة للمريض " ديفيد بنيت "، جسده لا يرفض القلب الجديد بسبب التعديلات الجينية ونظام المناعة الفريد من نوعه الذي يستقبله، ونحن نأمل أن يستمر على هذا النحو ونحن نتعلم أكثر وآخرون سيضيفون معرفتهم ، وربما يوماً ما بعد 10 سنوات سيكون لدينا أعضاء تحت الطلب. وبسؤاله إذا كان احتاج لموافقة السلطات لإجراء هذه العملية أم أن موافقة المريض تكفي أجاب : في الحقيقة نحن دخلنا في سلسلة من الإجراءات ، إدارة الغذاء والدواء أعطتنا الإذن بعد مراجعة تطبيقنا الطارئ خلال عشرة أيام من 20 ديسمبر وجاءت الموافقة ليلة رأس السنة ، ثم مرحلة جديدة من الموافقات استغرقت 5 أيام لنحصل على الموافقة وتصميم بروتوكولات العملية الجراحية والدواء والتي كانت فريدة من نوعها لهذا النوع من زراعة الأعضاء ، وكانت هناك مخاوف من نقل فيروس من الخنزير إلى الإنسان لكن لم تكن تشكل خطراً كبيراً ونحن كنا قد وضعنا في حساباتنا كيفية السيطرة عليه . هذا ماتم في هذه العملية المدهشة والتي يمكن أن نقول أن العلماء في الشئون الطبية صفقوا لها ونحن بدورنا لا يمكن إلا ان نضع أمامها وخلفها من علامات التعجب ما يستحقه هذا النبوغ والعمل الطبي البارع لمهارات طبية مدهشة ، لن أتحدث عن النبوغ أكثر من ذلك ، لكن السؤال الذي يمكن أن أطرحه وأجيب عليه في نفس الوقت ، هل لو هذا الموضوع كان في بلادنا ، ما هو حجم الفتاوى التي كان يمكن أن يهبط كالمطر من أفواه التعقيد وحشر الدين والشريعة وا وا وا.... ألخ في كل كبيرة وصغيرة حتى في مسألة العلاج لمريض على وشك الموت ؟! والإجابة من أبسط طريق كان المريض سيموت وسيوارى التراب وتمر الأيام بل والشهور والمناقشة دائرة بين الحلال والحرام وخاصة أن القلب قلب خنزير !!!!!!!!!
عقول تبحث في حق الأزواج لضرب زوجاتهم !!!:
***********************************
شتان بين علامة التعجب التي أضعها خلف هذه العقول وعلامة التعجب التي وضعتها أمام العقول التي زرعت قلب الخنزير في جسد الإنسان ، هنا علامة تَعجب مُنكرة أضعها بين كل حرف من حروف كلمة العقل الذي يتحدث عن ضرب الأزواج لزوجاتهم . تخيلوا ولكم أن تتخيلوا كما يعن لكم ، حتى لو تخيلتم حذاءً وقد تمزق من الأمام وأصابع القدم تطل منه تتحدث بلغة العقول التي أثارت موضوع ضرب الازواج لزوجاتهم في وقتنا هذا !! ، تخيلوا يعيدون الحديث في هذا الموضوع في زمننا هذا الذي أصبحت فيه المرأة وزيرة ومحافظة تحكم في ألاف الرجال بل وملكة في البلاد المتقدمة ورئيسة وزراء ورائدة فضاء ، أراهن أنه لو جرؤ أحد هؤلاء الذين أعادوا الحديث عن هذا الموضوع الآن وفكر مجرد التفكير في أن يرفع يده على زوجته بأنه قبل أن تنتهي الفكرة من حرفها الأول سيهرب إلى أسفل الفراش ويشكر الله بأن قفاه سلم من الصفعات إلا إذا كان متزوجا من امرأة قد أتت جارية من زمن النخاسة . الموضوع بدأ بعد الحديث عن تعديلٍ قانونى يُغلظُ عقوبةَ اعتداء الزوج على زوجته إلى الحبس مدَّة لا تزيد على خمس سنوات . وهنا ظهرت الشوارب الكاذبة وبدأ الجدل العقيم في موضوع قرروا إثارته في وقت لا يمكن فيه إثارة مثل هذه المواضيع المُستغربة والمثيرة للدهشة ككلمات قبيحة وسط مجتمع مؤدب ، وبالقطع القارئ سيفهم دون شك أن من أثار هذ الموضوع الآن هم أصحاب خطابات التطرف والعنف ، وهؤلاء الذين يبررون إجرامهم بأمور الشريعة والدين ، الحقيقةُ أن هذه النقاشات تقعُ الآن موقع القهقهة بلا سبب ، ولا تنسجمُ بأية صورةٍ مع الواقع وسياقاته الراهنة ، ولا ما وصلت إليه الإنسانيةُ فى تقنين علاقات الأفراد وتنظيمها وأقول الأفراد كمذكر ومؤنث ، والأهمّ أن لدينا الكثير من الأمور التي تحتاج للنقاشات بل والجدل لها أولوياتها ، قبل إثارةِ الغُبار حول مسائل تعتبر مسخاً في عالم النقاش ، مسائل قد تجاوزَها الزمن وتخطاها بألاف الأعوام والعقود وأُغلقت صفحتَها تمامًا. وسؤال يحمل الأسف بل كل الأسف ، إلى متى نقف دون خطوة في التصدي لأمثال هؤلاء الذين أصبحوا عورة في واجهة الجمهورية الجديدة ؟! . عورة أقبح وأضل سبيلا من عورة آدم في خطيئته التي اختبأ بسببها خلف الأشجار لأنه خشى ان يظهر أمام الله ، فكيف يجرؤ هؤلاء أن تبدو عوراتهم وهم يقفون للصلاة تحت التدين المظهري والإيمان الشفهي . تخيلوا لو افترضا أن الضرب مشروع فعلا ، وسمع زوجٌ تلك الدعوة من شيخٍ أو خَطيبٍ وقف في المكانه الخطأ وأراد أن يجربه الآن ، أي يمارسَ العُنفَ مع زوجته فأصابها أو ماتت بين يديه أو هو الذي مات بين يديها !!! وهي تدافع عن نفسها بأي وسيلة ، أو على الأقل ، انتهت الأسرة وحدث الطلاق وتشرد الأطفال ، هل يتحمَّل الداعون إلى هذه الأفكار المستنيرة المستوحاة من عالم البربر وآكلي لحوم البشر جريرةَ ذلك؟! هل سيقفون إلى جوار الجانى أمامَ القانون؟ هل يُريحهم أن تُهدَم أُسرة ويُغلق بَيت؟! المؤكدُ أنهم سيقولون لا، نحن أبرياء براءة الذئب من دم ابن يعقوب وهم ليس ذئبا واحدا بل قطيع من الذئاب . سيهربون من المواجهة بكلمات ملتوية عن الشرع والفقه أصولها مستمدة من خارج العقيدة أومن عقول لا تختلف عن عقولهم أو يبرروا الموقف بأن ما يقولونه أو يحرضون عليه ليس دعوةً لتطبيقه عمليًّا ، وسيكون هذا أقبح من كل الذنوب لأنه يمثل دعوة للخروج على المجتمع بما يصطدم مع معنى الإنسانية والرقي المجتمعي الذي بدأ ونسعى إلى أكماله ليصل إلى مثالية المجتمعات الإنسانية والراقية ، علاوة على أنه يُخالف الدستور والقانون ، وينتهك ضمانةَ السلِّم واستقرارِ الاجتماعِ والعُمران؟! . إن عقد الزواج لا ينص على ملكية الرجل للمرأة بمجرد زواجه منها وأن من يحقه أن يفعل بها ما يشاء والضرب إحداها وإلا لتحول إلى عقد شراء لجارية دفع ثمنها وأصبحت من حقه حتى لو ذبحها . مصيرُ الأُسر وسَلامةُ المُجتمع مُعلقان على علاقةِ الأزواج ، والأمرُ لا يحتاج إلى التحدي بل يجب أن تكون علاقة فيها كل معاني جمال العلاقة بين الرجل والمرأة كما خلقها الله ، وهي ليست مجالاً لفَرضِ الوصايةِ أو اختبارِ من الذي صوته سيعلو على الآخر ، على الجميع أن يفطن ويعقل التقدم الزمني والاجتماعي وما وصلت إليه المرأة الآن وليس العودة بها إلى زمن الجواري . من لا يزال بالعقلية المتحجرة ويريد أن يرفع يده على زوجته وهي قبلت فليعيشان كما أملت عليه عقولهما ، لكن من المستحيل أن تخرج هذه الأصوات المعادية للإنسان والإنسانية عبر الميكرفونات وتتحدث عن السفاهات وكأنها أمرا يفرضه الدين أو تنص عليه الشريعة . إن الدولة الآن يحكمها القانون وعند إي خلاف أسري لا يُحل بالتفاهم يمكن اللجوء إليه واعتقد أن حكمه سيكون عادلا للطرفين . من صميم اعتقادي أن الإسلام أبدا لم يوص بضرب الزوجة لأن الرسول نفسه لم يرفع يده على أي زوجة من زوجاته ، بل الأمر واضح من مقولته " استوصوا بالنساء خيرا " لكن العقول المتطرفة تريد أن تستوصي بهن ضربا . ثم تُهدم البيوت والأُسر وتتشرد الأطفال . ياترى ماذا تستحق هذه العقول التي خرجت في هذا الوقت لتثير الغبار على مسألة ضرب الأزواج لزوجاتهم ، هل علامة تعجب لفرط الاحترام والتقدير لها أم مليون علامة تحمل الإزدراء والسفه لعقولها !!!!!!!
أخبار متعلقة :