الحكومة حاسداك على علاوة الـ7 % يا حمادة!.. وبدأت تعد عليك نعمها التى لا تحصى.. «منحناك 14 جنيه على البطاقة وإدينالك 7% علاوة غلاء وإنت أصلا بتطفح 10% علاوة قبلها»، وناقص تقولك وقمصانى وبنطلوناتى!.. لهذا ما إن بدأ شهر رمضان إلا وبدأت تتوالى التصريحات من مسؤولين متنوعين بداية من رئيس الوزراء ومرورا بوزير المالية وإنتهاء بالمصدر اللى واقف مستخبى ورا العمود ويرفض ذكر اسمه، جميعهم يتحدثون عن بدء رفع الدعم عن البنزين قريبا جدا.. كأنهم مستخسرين فيك يا حمادة إنك تفرح يومين بكنزعلى بابا الذى فتحوه لك بالعلاوتين وال14 جنيه!.. طيب، لماذا لا يتركوننا نفرح برمضان قليلا؟.. إذا كان الدعم مرفوع مرفوع، والبنزين هيغلى هيغلى فلماذا تضعوننا فى الأكفان من الآن؟.. ما تستنوا لما نموت!.. تخيل يا حمادة لو كان الإنسان يولد وهو يعلم ميعاد وفاته كيف سيكون حاله؟.. إنت بالذات يا حمادة كنت ستصبح متلبشا متكرمشا مهووسا مطيورا لا عارف تنام ولا عارف تصحى!.. لذلك كان حجب ميعاد الموت رحمة بالإنسان.. أما المسؤولون الأعزاء، فهم يقولون إنهم بتكرار تصريحاتهم هذه يريدون تهيئة الشارع لتلك القرارات المتعسفة القادمة!.. يا سيدى ومين قالك إن الشارع أصبح ينتظر منكم خيرا؟!.. هذا كان زمااااااان وجبر..عندما كنا نتخيل أننا سنعيش فى ديمقراطية ومصارحة وكداهوّان!.. إنما عندما يكون إبنك يا حمادة خايب الرجا وبيسقط كل سنة فبأمارة إيه ستأمل إنه يطلع دكتور؟!..
لقد توقفت بشدة أمام التفاعل السلبى الذى أبداه الشارع تجاه ضرب مراكز تدريب داعش فى ليبيا ولقرار مقاطعة قطر رغم محاولات الحشد الإعلامى لخلق فرحة فى الشارع!.. فى الحدث الأول كان التهكم على جدوى الضرب هناك بينما الإرهابيون من المنيا نفسها، وفرّوا جنوبا للسودان.. فرحة الشارع بضرب داعش فى ليبيا العام الماضى لا تقارن بسلبيته الشديدة تجاه الضربة الأخيرة.. فى واقعة قطع العلاقات مع قطر كانت هناك غصة من وضوح تبعية مصر لدول الخليج والتى ظهرت بشدة ليس فقط فى تأخر هذا القرار ثلاثة سنوات عندما كنا نعانى من الإرهاب أضعاف ما نعانيه الآن رغم أن العمالة المصرية التى تحججت بها الدولة وقتها مازالت موجودة هناك، بل تأكدت التبعية فى صدور كل بيان مصرى تالٍ للبيانات الخليجية التى كانت تصدر فى توقيت واحد.. حتى عندما قرر أمير الكويت احتواء الأزمة، فكانت أولى زياراته للرياض وليست للقاهرة!..
ما علينا، لست بصدد تقليب المواجع يا حمادة، لكنى فقط أشير لهذين الموقفين حيث جسدا بشدة تدهور العلاقة بين الشعب والدولة حتى أصبح الشارع الآن مهيأً «منه فيه» لكل ما هو سيئ من جانب الحكومة، فلماذا إذن لا تتركونا نستمتع برمضان ومسلسلاته وكنافته وقطايفه بدون هذا التذكير المزعج لنا كل شوية بأنكم سترفعون الدعم؟.. إنه حقا إزعاج وتعكير مزاج فاق إزعاج وتعكير الإعلانات!.. أما بقى إذا كان المسؤولون لا يستطيعون الاستغناء عن الظهور الإعلامى، حتى إننى بدأت أشك أن هذا هو السبب لقبولهم مناصبهم، فلا مانع من أن تكون تصريحاتهم فى اتساق مع الشهر الجليل ورغبتنا الأكيدة فى أننا نفصل قليلا عن الواقع المؤلم الذى نعيشه.. يعنى مثلا لو السيد رئيس الوزراء يقولنا رأيه فى موقف نيللى كريم (جميلة) حين شهَرت بضرتها.. أنا شخصيا أؤمن أن البادئ أظلم وأؤمن بالآية الكريمة: «لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم»، يعنى المظلوم يا حمادة ربنا سامح له يخلى اللى ما يشترى يتفرج على من ظلمه!.. لذلك تعجبت جدا من «بستفة والدها لها، كأن المطلوب من المغدور به أن يتلقى الطعنة فى ظهره دون حتى أن يصرخ أو يقول أى!.. يذهلنى بشدة موقف الأم دلال عبدالعزيز من ابنها عمرو يوسف فى مسلسل عشم إبليس.. وأتعجب كيف يمكن لأم أن تتآمر على ابنها الوحيد مهما كان سيئا، فكيف يرى المجلس الموقر هذا الأمر؟!.. يعنى باختصار، نحن نعلم تماما أنه فى يوم نحس وبؤس إسفوخص وإخص على الحظ وإخصيه سوف تذبحوننا على العيد القادم رغم أنه ليس بعد عيد الأضحى، وسترفعون سعر البنزين والخدمات وستنفجر الأسعار بعدها، لذلك لا أرى داعيا أن يظهر علينا كل يومين مسؤول يذكرنا برفع الدعم الذى اقترب ويكركب معدتنا كل شوية كده.. أرجوكم اكسبوا ثوابا من باب التغيير ورفقا بالصائمين، ولا تستعجلوا على النكد.. إذا لم يكن من الموت بد فلا تضعونا على القِبلة من الآن.. إحنا هنتمد على القِبلة لوحدنا، محدش يزقنا!.
أخبار متعلقة :