بخطوات حزينة، توجه زوجان يرتديان ملابس بسيطة إلى مكتب رئيس " جامعة هارفارد " ولم يكونا قد حصلا على موعد مسبق،كانت الزوجة ترتدى ثياباً قطنية بسيطة، بينما يرتدى الزوج ثياب متواضعة صنعها بيديه.قالت مديرة مكتب رئيس الجامعة للزوجين القرويين: "الرئيس مشغول جدا" ولن يستطيع مقابلتكما قريبا... وظل الزوجان ينتظران لساعات طويلة أهملتهما خلالها السكرتيرة تماماً، على أمل أن يفقدا الأمل والحماس البادى على وجهيهما وينصرفا، ولكن هيهات، فقد حضر الزوجان فيما يبدو لأمر هام جدا.ً
ومع انقضاء الوقت وإصرار الزوجين، بدأ غضب السكرتيرة يتصاعد، فقررت مقاطعة رئيسها، ورجته أن يقابلهما لبضع دقائق لعلهما يرحلان .
هز الرئيس رأسه موافقاً وبدت عليه علامات عدم الرضا، فمن هم فى مركزه، لا يجدون الوقتإلا لملاقاة ومقابلة أصحاب المراكز العالية.
وبعد ساعات من الانتظار، وافق الرئيس على المقابلة ولكن لمدة 3 دقائق فقط وبخاصة أنه لا يحب الثياب القطنية المتواضعة وكل من هم فى هيئة الفلاحين.عندما دخل الزوجان مكتب الرئيس، قالت له السيدة أنه كان لهما ولد درس فى " هارفارد " لمدة عام لكنه توفىَّ فى حادث، ولذا فقد قررا تقديم تبرع للجامعة لتخليد اسم ابنهما.لم يتأثر الرئيس كثيرا لما قالته السيدة،بل رد:
" سيدتى، لا يمكننا أن نقيم مبانى، ونخلد ذكرى كل من درس فى " هارفارد " ثم توفى، وإلا تحولت الجامعة إلى غابة من المبانى والنصب التذكارية ". وأكمل كلامه بغير لياقة قائلاً: " هل لديكما فكرة كم يكلف بناء مثل هذا المبنى؟! لقد كلفتنا مبانى الجامعة ما يربو على سبعة ونصف مليون دولار!".
ساد الصمت لبرهة، ظن خلالها الرئيس أن بإمكانه الآن أن يتخلص من الزوجين، وهنا استدارت السيدة وقالت لزوجها:
" سيد ستانفورد: ما دامت هذه هى تكلفة إنشاء جامعة كاملة، فلماذا لا ننشئ جامعة جديدة تحمل اسم ابننا؟
وبعدها غادر الزوجان وسط ذهول رئيس هارفارد وتوجها إلى كاليفورنيا ليؤسسا جامعة "ستانفورد" العريقة، لتنطلق الدراسة بها فى مطلع العام الدراسى الأول من عام ١٨٩١ فى ذكرى وفاة الابن.
وقد حصل العديد من المنتمين للجامعة على جوائز نوبل، نظراً للتفوق العظيم الذى تقدمه هذه الجامعة للعلم البشرى خاصة فى مجالات التكنولوجيا، ووادى السيليكون الشهير هو كيان خرج من رحم ستانفورد.
عزيزى القارئ، غالبية الناس تجعل من المظهر وسيلة للحكم على الآخرين، فإذا ظهر الشخص بمظهر جذاب أمامهم، كان أكثر استحقاقاً بمعرفتهم ومعزتهم، بل ويصبح بنظرهم مؤهلا لإمتلاك قلوبهم وعقولهم!
فهل أنت من هؤلاء الناس الذين يحكمون على الاخرين من مظهرهم الخارجى؟
عزيزى، هل سبق لك يوماً أن إعتقدت فى شخص ما إعتقاداً غير جيد، وتبين فيما بعد أنك لم تكن على صواب؟ أو العكس.
أو هل سبق لك أن حكمت على منظر ما، وتأكدتَ فيما بعد أنك لم تكن على يقين؟ بل ربما يكون العكس تماماً هو الصحيح؟
بل ألا تتذكر معى عزيزى القارئ فى سنوات الدراسة المدرسية، عندما كنت تتعرف على الأصدقاء الجدد، وتقول عنهم أنهم لا يعجبوك، ويتبين فيما بعد إنهم أصبحوا من أعز أصدقاءك؟
عزيزى:
كيف ترى رجل لهعلامات على جسمه وتشوهات جسدية؟
وقد يكون ذلك من أثر الحروب التى خاضها، أو من أثر طبيعة عمله مع الكهرباء عالية الجهد (High Voltage)..
عزيزى، المظهر الخارجىلأى انسان يعطى انطباع أوَّلى عن ذلك الشخص، ولكن لايمكننا الحكم على الناس من مظهرهم، إنما من خلال الاحتكاك بهم والتعامل معهم. فـ
· المظهر الخارجى ليس بديلاً للقيمة الداخلية، فـ
· كثيراً ما تجد تحت القبعة القديمة، عقولاً متفتحة، وأفكاراً عظيمة.
وعلى الجانب الآخر، قد تجد
· أغلب الورود يسكنها حشرات.
بل أيضا فى مجال العمل الجديد، يمكنك أن تكون إنطباعات أوَّلية وليست نهائية عن الأشخاص، لأن هذه الإنطباعات ستتبلور وتتطور من خلال التعاملات...فمن فضلك لا تنخدع بالملابس أو المظهر، لأنك
· بالنظر للمظهر ستجد شخصاً، وبالتعامل قد تجد شخصاً آخر.فـ
· ليس كل ما يلمع ذهباً، ولا كل ما يبرق فضة.
بل أوصيك عزيزى القارئ بإنك
· إن أرت البحث عن اللؤلؤ فلْتغُص إلى الأعماق، وتكتشف الكنوز الدفينة. فـ
- الخشب الصلب أفضل من الخشب المدهون جيداً.
عزيزى القارئ، ما يهمنى هنا هو محاولة عدم قبول القاعدة التى تقول: (الكتاب واضح من عنوانه)، فليس دائماً ما يكون العنوان معبراً تعبيراً حقيقياً عن المضمون، وقد يختبئ العنوان فى الصفحة الأخيرة من الكتاب، والأغلفة الغير صادقة كثيراً ما تخدعنا. إذاً فـ
· ليس من الضرورى أن تظهر قيمة الكتاب من العنوان. لذا رجاء
· لا تحكم على الآخرين من مظهرهم وملابسهم.
بل دعنى أتذكر معك عزيزى القارئ، حقيقة، وأقولها صراحة وهى إنه:
- قد يكون حكم واحد، غير صحيح، سبباً فى ضياع فرصة كانت مقدمة لك على طبق من ذهب، لو أحسنت استثمارها.
ومن الطريف أنك قد تقابل شخصاً، ملابسه عادية وحديثه عادى، وتتناول معه أطراف الحديث،وتفاجأ أن ذلك الشخص هو رئيس الهيئة التى تعمل فيها!
أو قد تتعرف على شخص يرتدى قميصاً بسيطاً مثل ذلك القميص الذى ترتديه، ولكنه من أصحاب الملايين...
إذاً، المظهر لايكفى للحكم على الآخرين. وعلى الجانب الآخر أود أن أقول أننا لا نحتاج لأن نحكم على الآخرين من حيث مكانتهم وإمكانياتهم، بل بالحرى نتعامل مع الجميع على المستوى الإنسانى، ونعطى كل إنسان ما يستحق من الإنتباه والتفاهم والتفهم والمشاركة، عندها سأكون إنساناً بمعنى الكلمة.
ولنتذكر أن
- الناس بجوهرهم لا بمظهرهم
متذكراً معك عزيزى القارئ:
بعض القيم، والنقاط الحياتية التى توصلنا لها من خلال الأربع والأربعين قصة السابقة ومنها:
- من يخشى صعود الجبال، يعيش حياته بين الحفر.
- هناك مَنْ يصطاد بالصنارة،وهناك مَنْ يصطاد بالشبكة.
- لنضع أنفسنا مكان الآخرين ولا نحكم عليهم،فربما لو كنا مكانهم لفعلنا مثلهم.
- إذا جعلت نفسك دودة، فلا تلُم الآخرين إن داسوا عليك بأقدامهم.
- ليس كل ما يُعرف يُقال، فبعض الكلمات قد تفتح علينا وعلى الآخرين أبواباً قد لا يمكن غلقها.
- آن الآوان لنرى أنفسنا بشكل أفضل، ونستثمر إمكانياتنا لتطوير أنفسنا فنعيش الحياة التى نرجوها ونستحقها.
- الناس كالسلحفاة إن أردتهم أن ينزلوا عند رأيك فأدفئهم بعطفك، ولا تجبرهم على فعل ما تريد بعصاك.
8. لا تفترض أنالطرف الآخر سيفهم قصدك، ويرى الأمور كما تراها أنت.
9. إعرف طبيعة من تتعامل معه، فهناك من يكفيه نظرة ليعرف أنه أخطأ، وهناك من يحتاج إلى قدر من المواجهة الحكيمة ليعرف مكانه ومكانته.
10. كن متجدداً، تجنب تكرار ما فعله غيرك وأبدع جديدا لحياتك على الدوام ولا تكن نسخة من شخص آخر، فأنت شخص فريد فى قدراتك وليس لك نظير.
- كن أنت التغيير الذى تريد إحداثه فى الآخرين.
12. عندما تنظر إلى الماضى تعلم منه، وعندما تنظر إلى المستقبل تطلع إليه.
13. إذا أردت أن تحلق مع النسور،فلا تقضى وقتك مع الدجاج.
14. إن لم تكن ناضجاً لقبول النقد، فلستَ ناضجاً بعد لقبول المدح.
- غالباً ما يكون النجاح حليف أولئك الذين يعملون بجرأة، ونادراً ما يكون حليف أولئك المترددين الذين يهابون المواقف.
16. عندما تواجه التحديات، كن صلباً لا رخواً.
17. اعمل من الحجارة التى تواجهك، سلماً للإرتفاع.
- النجاح يتطلب منك أن تمشى فى الإتجاه الصحيح حتى لو كان بسرعة السلحفاه.
- لا تظن أن رأيك هو الرأى الصحيح، أو هو الرأى الصحيح الوحيد.
20. كل حدث تتعرض له، تعلم منه، وخذ أفضل ما فيه، ولا تتباكى بل إمض بقوة.
21. التحديات التى تواجهها، إما تعطيك دفعة وقوة للأمام أو تتركك جريحاً متقهقراً، وكلاهما من إختيارك.
22. عليك أن تدفع مقدماً (إعداد وجهد ووقت...) ثمن ما تريد الحصول عليه.
- يمكنك بالإرادة القوية أن تعوض ما ضاع، بل تحقق أكثر منه، لأنك الآن أصبحت أكثر خبرة من الماضى.
24. تظهر شجاعتك عندما تكون أنت من الأقلية.
25. ما لا يؤخذ كله لا يُترك كله وافعل ما تستطيع فعله الآن.
- منع شخص من السقوط هو أفضل من مساعدته بعد السقوط.
27. أنت حيث تضع نفسك.
28. وراء كل تحدى (مشكلة)، فرصة عظيمة.
29. سلوك الشخص الناضج السوى لا يتوقف على سلوك الآخرين، إنما له مبادئه ومعاييره الخاصة.
30. الإختلاف فى حد ذاته يوسع مجال رؤيتنا للأحداث، وفهمنا للأشخاص.
31. معلومة بسيطة قد تنقذ حياتك وحياة الآخرين.
32. لنحيا ونحن على يقين من أن كل الأشياء تعمل معاً للخير.
33. الحياة تتعامل معك على أساس الإستحقاق وليس على أساس الإحتياج.
34. إسأل قبل أن تُقدم على أية خطوة جديدة.
- أفضل استعداد للغد، هو أن تبذل قصارى جهدك اليوم.
- ليس بالضرورة أن تكون عظيماً لكى تبدأ، بل إبدأ لكى تكون عظيماً.
- اليد التى تنهضك عند تعثرك، أصدق من ألف يد تصافحك عند الوصول.
- النجاح الحقيقى هو أن يكون كل من يتعامل معك ناجحاً مثلك.
- كل ما تستطيع تصوره، يمكنك تحقيقه.
- كل مجهود تبذله، ستستفيد منه يوماً ما، وبشكل ما.
- عندما تمنح الآخر، سواء كنتَ تعرفه أو لا تعرفه، من خبرتك وأفكارك، فأنت إنسان رائع...
- كلما إزداد الشخص نضجاً، كلما بدأ يتحدث فيما يُعْنى ويهم الآخرين.
- علينا أن نشجع ونكافئ أنفسنا غير منتظرين مكافأة من أحد.
- من الذكاء الا تكون ذكياً فى بعض المواقف.
تاركين لك عزيزى القارئ، ولتأملاتك الشخصية، ولثرائك الفكرى، وخبرتك الخاصة، إستنتاج العديد من الدروس المثمرة من كل قصة بل وإضافة الكثير إليها، ليصبح لكل قصة، على حدة، معنى عام، ومعانى خاصة تتوقف على مدى ثقافة القارئ العزيز...
ولدروسنا من التنمية البشرية بقية...
أخبار متعلقة :