على جدران الذاكرة علقت احداث شكلت الوعى وأسلوب التفكير والنظرة للحياة والتعامل مع الناس وربما كان الجيل الذى ننتمى اليه افضل حظا من أجيال أخرى حيث كانت أساليب التعليم والتربية تهتم بكل ما يحيط بالإنسان من ظروف ولم يترك شيء للصدفة . في سن الشباب والمراهقة كنا نشترك في اندية رياضية من اجل صحة الاجسام ونذهب الى المكتبات من اجل صحة العقول والاهم من هذا وذاك اننا كنا نذهب في أوقات محددة الى دور العبادة من اجل صحة النفوس ,فالانسان جسد وروح وكلاهما هام كى تنتظم الحياة . بالتأكيد كنا نذهب الى المساجد ولنا أصدقاء كان ذهابهم الى الكنائس وكان المجتمع يتبادل الزيارات في مناسبات الفرح او الحزن حيث يشارك أبناء مصر من مسلمين ومسيحيين بعضهم البعض في القيام بالواجب ان كان فرحا او لتقديم واجب العزاء .
وكنت في احد أيام الاحاد بصحبة اعز اصدقائى وهما الاخوان الثنائى ماجد مشرقى واخوه ماهر مشرقى في توجههم الى كنيسة مارى جرجس في منطقة اسبورتنج بالإسكندرية حيث كانت محاضرات عصر يوم الاحد عظات عامة للشباب .
جلسنا وكان راعى الكنيسه الاب بيشواى والذى كان يحظى بشعبية كبيرة بين اهل الإسكندرية وخاصة الشباب منهم
في نهاية اللقاء كان الاب بيشوى واقفا على باب الكنيسة ليودع الحاضرين وعندما يرى وجه انسان لأول مرة يبادر تلقائيا ويساله عن اسمه وعند هذا الحد اسقط في يدى ولاحظ الاخوان مشرقى ترددى ( كنا طلابا في الثانوية العامة اعمارنا 18 سنه ) وقالوا لى لا يهمك عندما يسالك عن اسمك عادى اذكر له ان اسمك احمد وعندما جاءت اللحظة وقلت له اسمى احمد بادرنى بالقول اهلا وسهلا ثم أضاف لحظة من فضلك وكانت أطول لحظة في عمرى واذا به يشير الى احد الموجودين بجانبه والذ غاب وعاد سريعا حاملا في يده نسخة من الكتاب المقدس واخرج قلما من جيبه وكتب في مقدمة الكتاب ( اهداء للاخ احمد ) المحبة لاتسقط ابدا وكانت هذه اللحظة ليست فقط هي أطول لحظة في عمرى بل ظلات ذكراها معى في هذه السن المبكرة وحتى يومنا هذا تذكرنى وكان الذاكرة تود ان تطرح سؤالا هاما وهو :
مالذى حدث لنا نحن المصريين ؟ الإجابة تحتاج لجهد واخالص من العارفين والفاهمين من اجل ان نعيد الصورة الذهنية الحقيقية لمحبة أبناء الوطن الواحد .
احمد محارم
نيويورك يونيو 2017
أخبار متعلقة :