بوابة صوت بلادى بأمريكا

خالد منتصر يكتب: الجفرى وهلاوس التنصير وجزاء سنمار

الداعية اليمنى الحبيب الجفرى قدم نفسه للمجتمع المصرى ولأوساط الشباب على أنه ممثل الوسطية والتسامح والاعتدال، وتم التسويق له حتى وصل إلى أعلى الجهات الرسمية كسفير للحوار الهادئ ومبعوث لنبذ العنصرية والكراهية، لكن للأسف كلما راهنت على وسطية داعية خسرت الرهان، وكلما داعبنى الأمل من خلال ابتسامة وداعة وحنان سرعان ما يسقط القناع ويظهر الوجه العنصرى الصادم لمعظمهم، فى الحلقة رقم 23 من البرنامج الرمضانى لفضيلة الشيخ الجفرى وعنوانها العطاء

">

يحكى الحبيب حكايات لطيفة عن العطاء، ولكنه وإذ فجأة وفى الدقيقة 13 من الحلقة يبدأ فى سرد حكايات عن تنصير اللاجئين فى أوروبا أقل ما توصف بها أنها من قبيل الهلاوس والأوهام وتنم عن المكنون الذى كان مختفياً تحت الجلد ومتوارياً خلف الابتسامة الناعمة والصوت الهادئ الرخيم، يقول الشيخ الجفرى لا فض فوه إنهم فى ألمانيا واليونان وبعض الدول العربية!! يقدمون للاجئين أوراقاً لتنصيرهم ويجبرونهم على التوقيع!!، بداية الحكاية مفتعلة وليست لها أى علاقة بالحلقة وظاهر جداً أنها شىء محشور فى الزور ومخبوء فى القلب وعايز يطلع إن شالله كان بيتكلم عن أزمة المرور فى شبرا!، ولن أتكلم عن اليونان ولا طبعاً الدول العربية ولكنى سأتحدث عن ألمانيا لأننى رأيت عندما سافرت إلى هناك كيف يتعاملون مع اللاجئين ولمست كم المزايا التى يتمتعون بها وأيضاً كم الانتقادات والصعاب بل الشتائم والتهديدات التى واجهتها المستشارة ميركل، والحمد لله أنها لم تسمع الشيخ الجفرى وهو يلقنها جزاء سنمار ويدعى أنها تفعل كل ذلك هى وحكومتها من أجل السبب الخفى الذى طبعاً لا يعلمه إلا هو عن طريق مخابراته اللدنية الفضائية الصوفية، وهو رغبة الألمان ووسواسهم القهرى فى تنصير اللاجئين المسلمين!، طبعاً الجفرى لا يستطيع الحديث عن إجراءات تحدث علانية وليست فى الخفاء من هيئات دينية رسمية لإجبار أبناء الأب الذى يشهر إسلامه على الدخول فى الدين الأفضل وإجبار الشهر العقارى على تغيير الاسم من جورج إلى أحمد!، لكنه يؤلف وينسج من خياله فى برنامج تليفزيونى على الهواء أن بلداً فتحت أبوابها أمام اللاجئين وقت أن أغلقتها بلاد إسلامية مجاورة لسوريا والعراق، ليقول إنها تجبرهم على التنصر!، إذا كان يوجد من يعتنق المسيحية هناك فهو يمارس حقاً طبيعياً من الممكن أن تكون لحظة يأس أو انتهازية أو اقتناع، وكل هذا لا دخل للألمان به، ألمانيا يا شيخنا الجليل دستورها علمانى لا ينص على أن لها ديناً ولديها حساسية رهيبة من التمييز على أساس الدين وهى تقف على مسافة واحدة من كل الأديان وثقافتهم هناك من يريد أن يكون بوذياً أو هندوسياً أو مسلماً فله مطلق الحرية، ألمانيا يا شيخنا قد استقبلت من 2015 حتى 2016 مليوناً و100 ألف لاجئ منهم 40% سوريون، فى الوقت الذى تعانى فيه أقليات هى من دينك نفسه فى دول تستقبلك بالأحضان من أن جوازات سفرهم مكتوب فيها «بدون»!، فضيلة الحبيب ألمانيا هى الدولة الوحيدة التى فتحت حدودها فى 2015 بقرار شخصى من ميركل التى شاهدت طفلة عربية بلا بيت تبكى وتأثرت وواجهت أوروبا كلها وتحملت المسئولية التى كانت ستكلفها ضياع تاريخها السياسى كله، هل تعرف كم يتقاضى اللاجئ السورى هناك فى ألمانيا؟، 600 يورو إعانة سكن ولو الزوجة متضايقة من زوجها تأخذ هى إعانة مستقلة بنفس الرقم وبالطبع تستغل هذه الثغرة من العرب!، هذا فى الوقت الذى يخسر فيه الثرى العربى المسلم الورع التقى مليون يورو على مائدة القمار يا من تحدثنا عن العطاء وقيمة العطاء!، يتمتع اللاجئ بدون أى تنصير ببرامج تعليم مجانية للغة الألمانية ومدارس مجانية وتأمين صحى وصيغ قانونية للحماية الداخلية والخارجية... إلخ

 هل تعرف يا من تتهمهم بالتنصير كم تكلفت ورصدت الحكومة الفيدرالية هناك للاجئين؟، رصدت 15 مليار يورو لدرجة أن الولايات الألمانية اشتكت، أكثر من ذلك الشركات الألمانية صارت عليها مسئولية اجتماعية للتوظيف والرعاية!، ألم تنظر يا فضيلة الشيخ ناحية الشرق الإسلامى لترى كيف يتعامل الماليزيون والبنجلاديش المسلمون مع الروهنجة المسلمين اللاجئين إليهم بمنتهى العنف والقسوة؟!، يا شيخنا الجليل هذه بلاد واثقة من نفسها، وواثقة من قوتها وعلمها وإمكانية تفوقها، وليست مهمومة بسفاسف وتفاهات إجبار شخص على الدخول فى ديانة معينة، تلك هى اهتمامات المهمشين الهامشيين من أمثالنا الذين يشعرون بهشاشتهم الثقافية والفكرية والذين يقيمون الأفراح والليالى الملاح لإسلام مسيحى أو يهودى لإحساسهم العميق بالدونية وعمق الفجوة الحضارية، أرجوك شيخنا الفاضل الجليل قبل أن تتهم ألمانيا بتنصير اللاجئين المسلمين أقنع المملكة جارتك ببناء كنيسة أو اذهب إلى اللاجئين هناك فى ألمانيا وأنقذهم وأنقذ الإسلام وانقلهم إلى دول الخليج أو حتى الصومال!    

أخبار متعلقة :