بوابة صوت بلادى بأمريكا

سامية خليفة تكتب: هيا اشرقي بلا وجل

 

هيا اشرقي بلا وجل 

 

الوجهُ ينادي الأطيافَ

كي تتبعَهُ

تترنَّحُ خاويةً

من الأجسادِ

هي جثثٌ جوفاءُ 

تمشي 

على جسرِ الأملِ

تحملُ همومًا مثقلةً

كما ثقلُ جبلٍ

تتنامى على أكتافٍ

تتقوَّسُ

تتقرحُ زنودٌ 

غرزتْها مساميرُ الزَّمنِ

أطيافٌ تمشي تعبرُ صحراءَ قاحلةً

أين الأفنانُ

أين خمائلُ تلكَ البلدانِ ؟!

لا عجبَ فقدْ سَرقَ منها التَّدجيلُ

العقلَ الأخضرَ

دكَّ الجدرانَ  

صارَ الحقلُ بِلا أسوارٍ

ماتَ الواقع

صارَ الرِّزقُ الأخضرُ

أصفرَ

ها هي أطيافٌ تشبهُ 

ما قيلَ يوما 

أنَّهُ إنسانٌ

أطيافٌ تمشي

بلا أصواتٍ 

بلا بصماتٍ

سلخوا مِنَ الجلْدِ الجَلَدَ

سلخوا الرّوحُ منَ الحياةِ

صارَ الأحياءُ

أمواتًا

نحيبُ ثكلاهُم

يعلو الآفاقَ 

الفرحُ الذي ارتدى يومًا

ثوبَ الجمالِ

أيضًا ماتَ 

الموعدُ أمسى شلّالًا بِلا مياهٍ

الحبُّ في زمنِ النّخاسةِ

تزيّا بالموتِ 

اللِّقاءُ ختمَ على الهويَّةِ

المطويَّةِ 

لقاءً حسمتْهُ دموعٌ مُحْرقةٌ

وهيَ تنهمرُ

كحبَّاتِ لؤلؤٍ 

على خدَّيْ تفّاحةٍ

أصابَها العطنُ

لذا سأتركُ خلْفي الدَّمارَ

وأحلمُ

الحلمُ هروبٌ ما ألَذَّهُ

في حلمي الفرحُ أزفَ موعدُهُ

بهطولِ قُبلٍ

بشروقِ عيونٍ 

تدفئُ 

نايَ الغزلِ 

المنسيِّ باردًا بِلا شفاهٍ

على صخرةِ الضَّجرِ

النَّايُ الحزينُ

إنْ لامستْهُ الأصابعُ

اندثرتْ مواجِعُه

صارتْ بسماتٍ

ها نحنُ ننتظرُ شمسًا

غيَّبها 

ظلامُ الخذْلانِ

عودي يا شمسُ 

لا لسْنا 

نحنُ مَنْ يَخذِلُ نورَ الحرَّيَّةِ

فاشرقي عليْنا

بِلا وجلٍ 

كلِّلينا بتاجِ العزَّةِ 

نحنُ الشُّعوبُ الحيَّةُ

نحنُ الملوكُ

ليتَ حلمي يتحقَّقُ

أينَ الشُّعوبُ ؟؟؟؟

 

سامية خليفة/لبنان




 

أخبار متعلقة :