فرانسوا باسيلي يكتب:الثورة الدينية والقتل المقدس

فرانسوا باسيلي يكتب:الثورة الدينية والقتل المقدس
فرانسوا باسيلي يكتب:الثورة الدينية والقتل المقدس

 

موقف الأزهر المعادي لقانون التوريث الجديد في تونس الذي قدم رؤية عصرية لحقوق المرأة، وحادثة القتل البشعة للأنبا أبيفانوس رئيس دير أبو مقار التي إتهم فيها راهبان، كإحدي حلقات مسلسل الإغتيالات بخلفية دينية، أو القتل المقدس، رغم أن القداسة والقتل لا يجتمعان، تستدعي أن نفرد لهما مقال هذا الشهر

 

الثورة الدينية لن تأتي من الأزهر

 

يستغرب البعض أن يقوم الأزهر بمهاجمة قانون الميراث الجديد في تونس، وكأنهم كانوا ينتظرون من الأزهر موقفاً مختلفاً، لقد غفلوا عن طبيعة مؤسسة الأزهر، أو أي مؤسسة أخري، فالمؤسسة لا يمكن أن تقوم بتغيير مفاهيمها بنفسها، ولكنها تتغير فقط إذا ما فرض عليها التغيير فرضاً أو أصبح أمراً لا مناص منه لبقائها،

 

 الأزهر كان دائماً ضد كل محاولات التجديد، وقوفه ضد الشيخ محمد عبده والشيخ مصطفي عبد الرازق ومؤخراً د. نصر حامد أبو زيد مجرد أمثلة،

 

 الكنيسة الكاثوليكية لم تضطر لتطوير سلوكياتها البشعة مثل بيع صكوك الغفران إلا بعد أن علق القسيس مارتن لوثر قائمة طويلة بأخطاء البابوات والكهنة في ميدان عام وإنشق علي الكنيسة وأسس البروستانتية، إذن لا تنتظروا أن تقوم مؤسسة أيا كان شكلها ومعتقدها بتجديد نفسها من الداخل،بل لابد أن يفرض عليها التجديد فرضاً. 

 

من ينتظر أن يقوم الأزهر بالمساعدة في تجديد الخطاب الديني أو القيام بالثورة الدينية التي طالب بها الرئيس السيسي سينتظر إلي أبد الآبدين.

الثورة الدينية المطلوبة في مصر لن تأتي سوي من خارج الأزهر.

 

 

علي الطائرة من السعودية إلي مصر 

 

في مطلع الثمانينات كنت أعمل في مشروع عالمي ضخم في السعودية مع الشركة الهندسية الأمريكية الأولي في العالم، شركة بكتل، وهي الشهيرة بأنها من أنشأ سد هوفر في أمريكا، أحد أعظم السدود في العالم، وهي أيضاً من أنشأ أول خط أنابيب للنفط في السعودية أيام مؤسسها الملك عبد العزيز، وكنت علي طائرة مصر للطيران في رحلة من السعودية لزيارة مصر، ومع دخول الطائرة المجال الجوي المصري قامت المضيفة بتوزيع استمارات الهبوط والدخول علي الركاب، والتي تملأها بالبينات الشخصية من واقع جواز السفر، وما أن أخرجت من جيبي قلمي وبدأت اكتب بياناتي من واقع جواز السفر الأمريكي الذي معي، حتي سمعت نوعاً من الهرج والمرج بين المسافرين الجالسين خلفي، وكان مقعدي في مقدمة الدرجة السياحية في الطائرة، و بدأ عدد من جوازات السفر المصرية يتساقط فوق رأسي وكتفي من المقاعد الخلفية، ومعها أصوات مختلطة تقول، وحياتك يا بيه، من فضلك يابيه، والنبي يا بيه ينوبك ثواب إملالي "البطاجه"، هكذا قيلت بحرف الجيم في لهجة صعيدية، ونظرت خلفي لأستوعب ما يحدث فإذا بي أري معظم بقية الطائرة من رجال مصريين بجلاليب بيضاء يتكلمون باللهجة الصعيدية يطلبون مني ملء بطاقاتهم، ففهمت في دهشة أنهم جميعاً لا يعرفون الكتابة والقراءة.

 

هذا الحدث الصادم والذي لا أنساه أبداً يفسر لنا ما حدث في مصر في الثمانينات والتسعينات، حين ذهب الملايين من المصريين الأميين، لا قراءة ولا كتابة، من الصعيد ثم من كل محافظة في مصر، للعمل في السعودية، التي كانت تحتاج لكل أنواع العمالة للزراعة والإنشاءات المتسارعة بسبب أموال النفط المتدفقة عليها بعد رفع اسعاره أربعة أضعاف بسبب حرب 73, التي إستشهد فيها الآلاف من المصريين لتربح علي صيتها وبسببها السعودية أضعاف ما كان يدخلهم عادة، وكذلك الحال مع بقية دول الخليج التي استفادت من الأزمة العالمية التي تسببت فيها حرب العبور، فكان أن دفعت مصر من دماء شهدائها ثمن رخاء السعودية والخليج كله لنصف قرن بعد ذلك.

 

عاد هؤلاء وقد أوهمهم جهلهم أن سبب ثراء السعودية هو أن الله أنعم عليها لأن المرأة فيها منقبة والرجال ملتحين، ولم يكن لديهم من التعليم والفهم ما يجعلهم يستوعبون أكثر من ذلك، فخرجوا من مصر مصريين وعادوا إليها سلفيين ينقبون المرأة ويعتبرون آثار وتماثيل أجدادهم الفراعين العظام أصناماً تستحق التحطيم، وهكذا غزت السعودية مصر.

 

وبغض النظر عن هذا، فقد كان من الصادم لي وجود هذا العدد من المصريين الأميين، فكيف تركت مصر هذه الملايين بلا نظام تعليمي يضمن أنهم علي الأقل قادرون علي كتابة اسمائهم في بطاقة، لماذا لم يكن محو الأمية من أول أولويات مصر؟ أفهم أن تحرير الأرض وحرب العبور كان الأولوية الأولي، ولكن كان يجب أن يكون التعليم الأساسي هو أيضاً علي نفس الدرجة من الأهمية، خاصة وأن درس هزيمة 67 أننا حاربنا بجيش غير مؤهل غير متعلم بعكس جيش إسرائيل، ولذلك دخل الجامعيون الجيش ليحاربوا بنجاح باهر في 73, وللأسف لجأ السادات لمساندة الدروشة الدينية الإخوانية بدلاً من الاهتمام بمحو الأمية،

 

 ثم جاء مبارك فترك التعليم يسقط تماماً في مصر علي مدي ثلاثين عاماً من الإفلاس الثقافي والسياسي والحضاري والمجتمعي، إذ ترك تيار التجارة الدينية يرتع في أنحاء مصر بل راح يزايد عليه بالمزيد من التدين السطحي والدروشة الدينية والتنطع والتهريج والبلادة السياسية مع تحول مصر تدريجياً إلي مجتمع مهووس دينياً في نوع من الخبل العام الشديد الذي لم يعرفه مجتمع آخر في عصرنا الحاضر.

 

 

إنهيار التعليم هو كارثة مصر الأساسية منذ مطلع الثمانينات، مع تواطؤ بشع من نظام فشل حتي في إدراك خطورة هذا، وهو ما جعل المصريين يسقطون بسهولة مدهشة في أحابيل الفتاوي الاخوانية والأكروبات الدينية والرجعية السلفية التي اجتمعت لتشكل حالة من الهيجان الديني المشابه لتشنجات طقوس حفلة الزار التي كانت سائدة في مصر حتي منتصف القرن الماضي، حيث كان الناس يتطوحون في تشنجات جسدية ونفسية هوجاء علي وقع دقات الطبول وهم يتنادون بصيحات الله حي، الله حي، فإذا المجتمع المصري كله يعيش حالة حفلة الزار، جنون من الفتاوي التي لا تنقطع في كل صغيرة وكبيرة من حياة الإنسان المصري البائس الجاهل الذي تخلي تماما عن مسؤليته عن نفسه وأسلم عقله وحياته لطابور من "الدعاة" الذين يجيدون الإحتيال بالآيات والتجارة بالمقدسات،  صار الفضاء المجتمي ضجيجاً لا ينقطع من الهوس والهياج الديني، وصارت مصر "مولد وصاحبه غايب" حسب التعبير المصري الدقيق. 

 

أهمية هذا كله اليوم هو في ضرورة إستدراك الوضع بإعطاء التعليم، وليس الطرق والمباني، الأهمية الأولي في مصر، فكل إستثمار في التعليم يطرح اضعافه نتاجاً عقلياً وعملياً هو وحده المستقبل المرجو لمصر.

 

 

الاغتيالات الدينية 

 

مفهوم القداسة لدي الأقباط مفهوم خاطيء وملتبس، لذلك جاءت حقيقة وجود رهبان قتلة صادمة لهم، لا يوجد شيء إسمه إنسان قديس، هذا لقب أو صفة إجتماعية يمكن أن تمنح كنوع من المجاملة فقط لكنها ليست حقيقة، الإنسان مجموعة من النوازع تتحول إلي سلوكيات، نختلف كبشر في درجة قدرتنا علي التحكم في غرائزنا، هذا الإختلاف يرجع إلي عوامل كثيرة منها النشأة والتربية وتأثير البيئة بالإضافة إلي الجينات الموروثة ثم القدرة العقلية علي التعلم والتطور ومعرفة الطريق الأفضل للحياة، التصرف السليم في النهاية لا علاقة له بكون الإنسان قديسا من عدمه، لذلك من الطبيعي أن يخطيء الكهنة ويخطيء البابا ويخطيء الرهبان بقدر ما يخطيء بقية البشر، "الكل زاغ وفسد"، الكل يصارع لكي يفعل الأفضل.

 

الفقير واليتيم ومن ولد معاقاً صراعهم أصعب ولذلك هم الأولي بأن نعتبرهم قديسين حتي لو سرق الفقير الجائع رغيف خبز أو تفوه الفقير غير المتعلم بكلام بذيء، هؤلاء يحملون صلباناً أثقل كثيراً من الآخرين،  وليس من يختار أن يكون راهباً أو كاهناً أو واعظاً أو خادماً في كنيسة معناه أنه وحده المرشح للقب قديس، الحكماء لا يحكمون بالمظاهر ولا يطلقون لقب "قديس" علي أحد لأننا لا نعرف ما في القلوب، يمكن أن نقول أن هناك رجالاً أو نساء عظماء لأنهم افادوا البشرية بفكرة أو نموذج سلوك أو إكتشاف علمي أو إبداع فني أو عمل إجتماعي، ولكن ليس هناك إنسان "قديس"، كلما أتسعت رؤيتنا للحياة فلا تبقي أسيرة رؤية دينية ضيقة كلما صرنا أقرب للحقيقة والحق.

 

 

علي مدي نصف قرن، اغتيل ثلاثة مصريين في مراكز أو لأسباب دينية، هم الشيخ الذهبي وزير الأوقاف الذي اغتالته جماعة التكفير والهجرة في 1977 ورغم هذا لم يأخذ نظام السادات درساً ولا تنبه للخطر المتنامي مما أدي إلي إغتيال السادات نفسه بعدها  بثلاث سنوات فقط، ثم الدكتور فرج فودة  الذي تم اغتياله على يد الجماعة الإسلامية في 8 يونيو 1992 وإيضاً لم يتنبه نظام مبارك ولم يهتم بمحاربة الفكر الارهابي حرباً فكرية و اكتفي بأعمال الكر والفر مع الإخوان والتيارات الإسلاموية إلي حد الإتفاق مع الاخوان علي عدد محدد لهم في كل مجلس شعب دون القدرة علي محاربتهم فكرياً, 

 

 ثم الأنبا أبيفانوس رئيس دير أبو مقار، وهو أول رجل دين قبطي علي هذا القدر من المسئولية والمكانة الدينية  يتم اغتياله ، و يمكننا القول أن الإغتيالات علي خلفية دينية تحدث دائماً في أوقات إرتفاع نبرة الغلو والتشدد الديني في المجتمع، وهي نبرة لا تؤدي سوي الضرر والخراب، ولذلك نريد أن يفي الرئيس السيسي بوعده بثورة دينية لتجديد الفكري الديني الإسلامي، ونطلب من البابا تاوضروس مراجعة شاملة لما يحدث في الكنيسة القبطية اليوم، التي تتنازعها التيارات المتخاصمة بدلاً من أن تضمها المحبة والإنفتاح الفكري الضروري لمواكبة العصر، ونرجو أن يرفض - كما رفض البابا شنودة من قبله - دعوات الاتهام بالهرطقة التي كان يقوم بها بعض المتشددين ضد تيار الأب متي المسكين الرئيس السابق لنفس الدير.

 

مصر، أقباطاً ومسلمين، تحتاج إلي تخفيف الجرعات الدينية الزائدة التي يتعاطاها المجتمع منذ السبعينات والتي اشعلت حالة من الدروشة والهوس النفسي المجتمعي الذي يحتاج إلي علاج جذري، وهي حالة الدروشة التي أدت إلي الإنحطاط الحضاري في كافة المجالات والجاهلية الفكرية المصحوبة دائماً بالتشدد المذهبي والتدين السطحي المبتذل وتبادل اتهمات التكفير والهرطقة، وصولاً إلي الداعشية الدينية التي تستحل سفك الدماء بدعوي حماية الإيمان. 

 

 

قضية الأب متي المسكين


يمكن تلخيص قضية الأب متي المسكين في أنه أراد أن يفهم الإله، والنص المقدس، فهماً أعمق، بينما قبل معظم الآخرين الفهم المبسط المتوارث دون رغبة أو قدرة أو شجاعة علي محاولة فهم أعمق، ولذلك راح من قبلوا بالفهم المبسط يتهمون من أراد الفهم الأعمق، المستعصي عليهم، بالهرطقة.


وكأن لا يمكن لمصر كلها أن  تتسع للبابا شنودة والأب متي المسكين في نفس الوقت.

حين تقرأ كتابات متي المسكين تدرك فوراً أنك أمام فيلسوف روحي بالغ العمق والشفافية وليس راهب ناسك فقط، أنت أمام منارة فكرية تصارع نفسها ومجتمعها في تشوقها المستميت للإتحاد مع الروح الأعلي، في محاولتها الدائبة للتواصل مع ملكوت غامض، لا نعرف عنه شيئاً سوي عبر كلمات تظل قاصرة، فيحاول متي المسكين أن يستشف بروحه الناسكة الملامح البعيدة لعالم الروح الأعلي، فيسأل كيف تصل إلي الروح سوي بالروح؟ 

 

أفكار وتفسيرات متي المسكين ليست كالأفكار والتفسيرات الدينية السائدة التي تعودناها منذ نصف قرن علي الأقل بلا تجديد ولا إجتهاد، كتاباته تعكس رؤية عالم فيلسوف لا يرضي بالتوقف عند المظهر ولا كلمات الآية، فيغوص كالصياد في بحر المعرفة البشرية اللاهوتية معاً علي أمل أن يظفر بلؤلؤة الحقيقة، فكلما وجد واحدة تغريه الروح بالغوص الأعمق لعله يحصل علي لؤلؤة أكثر صفاء وبهاء.

 

أفكار متي المسكين ليست لكل إنسان، فهي تطلب مستوي معين من الانفتاح العقلي والروحي، وهي صعبة حتي علي من يملك هذا، وليس في هذا عيب، ولا كان من المطلوب أن تنتشر أفكاره بالضرورة بين كل الناس، ولكن لم يكن من العدل أن يحرم أحد من ذلك.

 

وكأن منارة فكرية وروحية شاهقة مثله ما كان لها أن تشع في مصر، وكأن لا يسمح في مصر سوي بمنارة مركزية واحدة هي منارة السلطة الرسمية وحدها، وكأن تواجد عشرات المنارات الروحية المشعة حرامٌ لأن النور سيكون شديداً في أنحاء مصر.

 

للأسف تواجدت في مصر فئتان متصارعتان، الأولي تحارب الأب متي المسكين وتحاول طمس أفكاره إلي حد اتهامه من قبل تابعين جهلاء بالهرطقة، أي الخروج عن المسيحية، رغم أن الراهب العالم المعروف عالمياً لم يقل أبداً أنه غير مؤمن بها، وفئة أخري شاهدت بهلع ما يتعرض له الأب الراهب من إضطهاد فكري وفعلي فوقفت بجواره تدافع عنه. وللأسف راحت الفئتان تتصارعان بلا هوادة لسنوات طويلة، حتي بعد إنتقال البابا شنودة والراهب الفيلسوف معاً.

 

والسؤال هو ما الذي يمنع أن تحب وتقدر البابا شنودة وفي نفس فالوقت تحب وتقدر الأب متي المسكين؟ ولماذا لابد أن يمتلك الإثنان رؤية واحدة متطابقة لكل صغيرة وكبيرة في عالم الإيمان والتفسير. وهو بطبيعته عالمٌ صعبٌ واسع يتطلب الكثير من الفهم والاجتهاد والكتابة والدراسة والبحث، فالحصاد دائماً كثير والفعلة قليلون، ما الضرر في تعدد الرؤي وتعدد الأفكار والآراء؟ المتعصبون المتزمتون وحدهم هم من لا يطيقون هذا، وهم للأسف كثر.

 

للبابا شنودة كتاباته وأفكاره ينهل منها من يشاء، وللأب متي المسكين كتاباته وأفكاره ينهل منها من يريد، لماذا نحجر علي الإجتهاد الجديد؟ يتحجج المنغلقون المتزمتون دائماً بأن هذا قد يؤدي إلي ضعف وانقسام الكنيسة.. ياه؟ تخشون علي الكنيسة من أفكار شخص إنسان ضعيف مسكين؟ وكأنكم إذن لا تؤمنون بقول المسيح "علي هذه الصخرة أبني كنيستي، وأبواب الجحيم لن تقوي عليها"، فإن كنتم لا تعملون بهذه الآية، هل يمكن لأحد إذن أن يمنح نفسه حق اتهامكم بالخروج عن المسيحية لأنكم تشككون في قوة الكنيسة؟ بالطبع لا يجب ولا يجوز هذا، ولكن ما أسهل أن يتبادل طرفان الإتهامات بالهرطقة والخروج علي الإيمان.

 

هل أنتم أيها البشر الضعفاء من ستدافعون عن المسيحية؟ هل الانسان هو من يحمي الدين ورب الدين الإله؟ أم الإله هو من يحمي الانسان والدين معاً؟  هل رأيتم كيف قمتم بقلب الأمور ووضعها علي رأسها بدعواكم انكم حماة الدين والمدافعين عن الإله؟ أليس هذا هو ما يدعيه دائماً كل متشدد متطرف؟ أليس التكفير هو الرخصة الرخيصة التي يقدمها المتعصبون للجهلاء لكي يرتكبوا أعمال العنف والإرهاب ضد من ينعتونهم بالكفر أو الهرطقة أو الخروج عن الإيمان الصحيح؟ هل تريدون السير في هذا الطريق الأسود البشع الذي لا يقود سوي للدماء؟

 

هل يمكن أن يكون الحادث الدموي الهائل باغتيال تلميذ الأب متي المسكين رئيس دير أبو مقار، تجربة رهيبة تهز القلوب المتحجرة فتراجع نفسها وتكف عن ذلك الشطط والإنحراف الذي يدفع أي إنسان بإتهام عالم لاهوتي فريد مثل الأب متي المسكين بالهرطقة؟ 

 

هل المحبة مجرد كلمة نرددها في الصلوات، أم فعل حقيقي صعبٌ وضروري وعظيم؟