أخبار عاجلة

أيمن السميري يكتب عن: الغزو الوهابي للعقول

أيمن السميري يكتب عن: الغزو الوهابي للعقول
أيمن السميري يكتب عن: الغزو الوهابي للعقول

الغزو الوهابي السلفي السعودي للعقول، حطم منذ سبعينات القرن الماضي، صناعة السينما المصرية، اللي كانت صناعة رائدة بتقود التنوير في مصر لعقود بدأت سنة ١٨٩٦ من القرن التاسع عشر بأول عرض سينمائي بالقاهرة يعني من ١٢١ سنة تقريبًا، عدد دور السينما تقلص من ٨٠٠ دار في بداية السبعينات، إلي ٤٥٠ دار في بداية الثمانينات إلي ٨٥ دار فقط الآن.

 

دور السينما كانت تغطي الجمهورية مدن ومراكز، الآن صعيد مصر كله تقريبا بلا دار سينما والقاهرة والدلتا مغطاة ب ٦١ دار، صناعة السينما كانت مصدر دخل قومي لمصر وكانت الأفلام بتعرض في بغداد وبيروت ودمشق والمغرب العربي مع عرضها في القاهرة التي كانت تنتج أكثر من مائة فيلم سنويًا كانت دليلا علي القوة الناعمة للأمة المصرية ثقافيًا وفكريًا، الذائقة المتطرفة وسعودة الحياة المصرية وتحريم كل شئ حول دور سينما بأحياء كمصر الجديدة والمعادي وشبرا إلي جراجات وسوبر ماركتس، كان الخميس من كل أسبوع يوما ترتاد فيه الأسر المصرية دور السينما وحفلات أم كلثوم، لتشاهد أعمال الكبار وروايات أعظم أدباء مصر، فرض التطرف كلمته وكلنا يعرف أن صعيد مصر الجميل أصبح مخزنًا للتطرف والطائفية، والريف إختطفته جماعة الإخوان بإمتياز، تم تصحير المجتمع وإطفاء كل طاقة تنوير، لصالح الصراخ والصوت العالي.. الآن السعودية تركت لنا الخراب الفكري وطمست علي كل قيمة جمالية، بينما هي تتحرر وتتخفف من إرث البداوة وتتعاقد مع أكبر مشغل دور سينما عالمي لإنشاء وإدارة دور وفن السينما بالمملكة، لتترك لنا عناتيل السلفية وأجيالًا من العقول التي أعمتها البدونة والتصحر.

 أعيدوا مصر الجميلة إلينا وإرحلوا بجمالكم وبعيركم وصخبكم