كبسولة حنان .. حنان شلبي تكتب : الحرب التجارية بين أمريكا و الصين فرصة لإعادة التموضع ،، و على مصر أخذ التدابير !

 

في ظل تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين عام 2025 والتي بلغت ذروتها بفرض رسوم جمركية تتجاوز 145% من الطرفين يتعرض الاقتصاد العالمي لاضطرابات حادة ومن هذا المنطلق يصبح من الضروري لمصر باعتبارها اقتصاداً نامياً يعتمد على التصدير والاستيراد أن تتخذ خطوات استباقية لحماية مصالحها الاقتصادية وضمان استقرار أسواقها المحلية ،،

 

أولاً: تنويع الشركاء التجاريين

تعتمد مصر في كثير من وارداتها وصادراتها على قنوات مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالصين أو الولايات المتحدة وفي ظل تراجع التجارة بين القوتين ينبغي :

تعزيز الشراكات مع دول آسيوية أخرى مثل الهند و ماليزيا وفيتنام

دعم العلاقات الاقتصادية مع أوروبا وأفريقيا، وخاصة عبر اتفاقيات مثل الكوميسا واتفاقية الشراكة المصرية الأوروبية

البحث عن أسواق بديلة للسلع الزراعية والصناعية المصرية

 

ثانياً: تطوير الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات

الاعتماد الكبير على الواردات خاصة من الصين قد يخلق اختناقات في سلاسل الإمداد لذا يجب :

دعم الصناعات المحلية خصوصاً في مجالات الإلكترونيات والمستلزمات الصناعية

تقديم حوافز للمصنعين المحليين للحد من الاستيراد وتعويض النقص المحتمل

تشجيع الاستثمار في البحث والتطوير لتقليل فجوة التكنولوجيا

 

ثالثاً: حماية المستهلك من ارتفاع الأسعار

مع تصاعد تكاليف الشحن وأسعار السلع عالميًا يتوقع حدوث تضخم في أسعار السلع المستوردة ويمكن لمصر الحد من التأثيرات عبر :

مراقبة الأسواق ومنع الممارسات الاحتكارية

دعم السلع الأساسية من خلال آليات مرنة للدعم

استخدام المخزون الاستراتيجي لتفادي النقص في السلع الحيوية

 

 

رابعاً: جذب الاستثمارات من الشركات الباحثة عن بدائل للصين

مع اتجاه العديد من الشركات العالمية للابتعاد عن الصين تصبح مصر وجهة واعدة بسبب موقعها الجغرافي واتفاقياتها التجارية لذا يُنصح بى :

تطوير البنية التحتية للمناطق الصناعية مثل العين السخنة والعاشر من رمضان

تيسير الإجراءات الجمركية والضريبية لجذب المستثمرين

تسويق مصر كبوابة أفريقيا أمام الشركات الأوروبية والآسيوية

 

 

خامساً: تعزيز الاحتياطي النقدي وتنويع مصادر العملة الصعبة

مع تراجع بعض مصادر العملة مثل السياحة أو التحويلات في أوقات الأزمات العالمية على مصر :

تعزيز الصادرات ذات القيمة المضافة

تشجيع السياحة البديلة (مثل السياحة العلاجية والدينية)

توسيع التعاون مع صناديق التمويل الدولية بصورة مدروسة

 

الخلاصة : في مواجهة حرب تجارية عالمية تهدد الاستقرار الاقتصادي لا بد أن تتبنى مصر استراتيجية مرنة وديناميكية تقوم على التنويع والتكامل الإقليمي وتعزيز الإنتاج المحلي فالأزمات العالمية ليست فقط تحديات بل فرص لإعادة التموضع وتحقيق قدر أكبر من الاكتفاء الذاتي والنمو المستدام .