رأينا اليوم 01 للنشر بقلم محمد لواتي

 

 

حين اناقش رأيا او فكرة لأي كان لا يعني ذلك اني احمل له كراهية وأصادر رايه..لست لا بطبعي ولا بثقافتي ميال الى كل ذلك..اريد فقط تصحيح المسارالذي اراه بعيداعن الواقعية ويدخله الشك من كل جانب..ان التجارب هي التي تصنع الانسان وما اعوج فيه، هي ايضا الطريق لفهم ما أمكن من الواقع وما يجري عليه.. واني لأحترم الكل وأتمنى ان يظلوا اصدقائي اليوم وغدا.. في بداية كتابتى الاولى -وانا في الثانوبة- كانت للشعر..اولا تعلمت من شاعر..كان يصحح لي وافرح بذلك بل اطلب منه المزيد من التوجيه وقد تفضل وتدخل مع مجلة ونشر لي فيها قصيدتي الاولى ..وحين دخلت ميدان التحليل السياسي قرأت لمات من المفكرين والمثقفين وحاورت المآت منهم وتعلمت متى اتكلم ومتى اصمت وكيف اناقش وكيف لااناقش..وفضلا عن كل ذلك رأيت ان الغيرة على الاوطان هي من مبادئ الصحافة والتفكير والتحليل في كل دول العالم ..تعلمت ايضا اننا كلنا نخطئ وكلنا يصيب ولكن هناك مبدأ عام هو ان لا تتحول الثقافة من مساحة اهلها الى مساحة من لا يملكون فيها نصيبا ويحاولون ملء فراغهم بالعصبية الى اشخاص هم في مسارالخطأ سائرون..او الظهور بالرفض لما هو صائب وغير صائب على السواء كما يظهر اليوم بعض المخربشين الذين يدعون انهم في صدارة الاحداث وهم كالمجوسي يعبد الناروالنار تحرقه..اذن ،علينا ان كنا قادرين على اعادة الواقع الثقافي والإعلامي الى منظورهما ان نتخلص من فكر التعميم في المواقف والإحكام، وان نتعلم احترام الاختلاف بمنعرجاته الانسانية لا بمنعرجاته التدميرية..فالوطن وطننا جميعا وعلينا ان نضع في الحسبان "لو دامت لغيرك لما وصلت اليك"

اي صحافة... كانت هي في النهاية خطاب لنقل المشاعر من القاعدة الى من بيدهم القرار.هي سلطة رابعة بهذا المعنى وليست سلطة تنفيذية كما تفهمون..هي لا تملك ادوات التنفيذ..ولذلك حاولتم ان تعوضوها بالسب والشتم وهذا خطا،حين تنتقد ولك الحق في ذلك ، عليك بالبينة وليس بالشتم والتهريج ،والصحافة صوت متواصل لان الغاء الماضي بالحاضر خطريهددها ولذلك تبدوعملية التواصل مبدا وليست اختزالا... الصحافة الالكترونية بالقياس للمكتوبة حديثة جدا اي انها لم تكون نفسها بعد ، والفكرفي الصحافة او في المجال السياسي متطور وفق آليات العصر وليس وفق آليات الماضي اين كان الهجاء منتشرا..ان "الدائم لا يبنى على الخطأ "كما يقول" اندري مالرو "وهو احد مثقي فرنسا الكبار..السب والشتم من صنع العاطفة ،وأحيانا من صنع رد الفعل غير المضبوط..ولذلك فانا لست بهذا المنطق من الماضي بل اؤمن ان المستقبل هوالماضي لان لا شيء ينطلق من الفراغ..اما ان ترى نفسك بانك من الحداثة وغيرك خلفها فهذا لم يقل به احد لأننا نعيش سويا ثقافة العصرومتغيراته..نعيش المستقبل بمنظورحضاري لابمنظور تجزيئي وهذا ايضا خطا وقعت فيه.. لا اظن اخي ان هناك من يزايد على احد امام الفكرة الصواب ولا اظن انك في اعماق نفسك تؤمن بالمسخرة والاستهزاء بمؤسسات انت تنتمي اليها الا اذا كنت تريد الظهور بالشجاعة وعدم الخوف من العقاب القانوني كي يقول الناس عنك انك شجاع وهذا واضح لدى الكثير من المخربشين بسم الصحافة اليوم مع الأسف.