رحل السند ، انكسر الوتد ...
لن أراهم بجواري ، غاب حنانهم وموّدتهم عني ، تركوني وحيده أحيا بين قهوتي ومِحبرتي ...
لم يهتموا لأمري ، نكروا طيبتي لن يتذكرون مشقتي ورحلة عذابي ... ذكروا احتياجي، ضلوا عن اشتياقي ...
تماسكت ، ما اعتدت الانهزام، رحلت عن نظرات النفاق المغمورة بالحسد والأحقاد ، لن أعود بالصفاء إليهم ثانياً ...
نسير معا بالتوازي، لن نتقابل أو نلتقي سوى للتباهي ...
يستمرون عِنادا وعنجهية ، يسطرون لن نكن نحن بل هي ضلعنا القاسي ...
اتصلت بي احداهن ، أخبرتني عن مرآة الدنيا معها ذات علقم ساري ، أخبرتني عن جفاء مستمر بلا حدود ، طلبت مِني الدعاء بل العفو والصفح والتسامح ...
ثم بكت عينيها بكاء الظالم الذي ظلم نفسه قبل كل شيء ، لن تدرك بأن الله هو القادر الرحمن المنتقم العفو الجبار ...
استمعت إليها ، حاولت تهدئتها ، أخبرتها إنني لن أنسى الظلم ، لكنني لن أعاقبهم أو أسيء أبدا ...
توجد عدالة السماء و رد المظلمة إلى صاحب الحق حتما مؤكداً....
ليتها تفهم كلماتي وتدرك مدى صبري وصمتي وحرماني، والأكثر اِذلالي خلال ما مر مِن تلك سنواتي...
أُسامح متى !؟
أعاتب مَن !؟
كيف اتجاهل ؟
ما زال قلبي يشعر بالحزن، يئن من الظلم والاستياء .

