أبوح لك سراً .. قصة قصيرة بقلم منى فتحي حامد

أبوح لك سراً .. قصة قصيرة بقلم منى فتحي حامد
أبوح لك سراً .. قصة قصيرة بقلم منى فتحي حامد
 
رحل السند ، انكسر الوتد ...
لن أراهم بجواري ، غاب حنانهم وموّدتهم عني ، تركوني وحيده أحيا بين قهوتي ومِحبرتي ...
لم يهتموا لأمري ، نكروا طيبتي لن يتذكرون مشقتي ورحلة عذابي ... ذكروا احتياجي، ضلوا عن اشتياقي ...
تماسكت ، ما اعتدت الانهزام، رحلت عن نظرات النفاق المغمورة بالحسد والأحقاد ، لن أعود بالصفاء إليهم ثانياً ... 
نسير معا بالتوازي، لن نتقابل أو نلتقي سوى للتباهي ... 
يستمرون عِنادا وعنجهية ، يسطرون لن نكن نحن بل هي ضلعنا القاسي ... 
اتصلت بي احداهن ، أخبرتني عن مرآة الدنيا معها ذات علقم ساري ، أخبرتني عن جفاء مستمر بلا حدود ، طلبت مِني الدعاء بل العفو والصفح والتسامح ...
ثم بكت عينيها بكاء الظالم الذي ظلم نفسه قبل كل شيء ، لن تدرك بأن الله هو القادر الرحمن المنتقم العفو الجبار ...
استمعت إليها ، حاولت تهدئتها ، أخبرتها إنني لن أنسى الظلم ، لكنني لن أعاقبهم أو أسيء أبدا ...
توجد عدالة السماء و رد المظلمة إلى صاحب الحق حتما مؤكداً....
ليتها تفهم كلماتي وتدرك مدى صبري وصمتي وحرماني، والأكثر اِذلالي خلال ما مر مِن تلك سنواتي...
أُسامح متى !؟ 
أعاتب مَن !؟
كيف اتجاهل ؟
ما زال قلبي يشعر بالحزن، يئن من الظلم والاستياء .