جاكلين جرجس تكتب : 100 ساعة فى الاهرامات

عبر العهود المختلفة تحكى المجلدات و الجرائد و يكتب المؤرخون عن الأهرامات و يتابع العالم باهتمام كل ما هو متعلق بأخبار منطقة الأهرامات و عظمة أجدادنا الفراعنة بالرغم أنها تكون ــ للأسف ــ على فترات متباعدة ، رغم أهميتها التاريخية على النطاق العالمي  ، كنا نتابع الكثير من القرارات الحكومية حول إعادة تخطيط المنطقة ووعود كثيرة ،ولكن ما يتم على الأرض لم يكن يوازي بأي حال من الأحوال ما تستحقه من اهتمام وتعظيم لقدرها ، و أتذكر ما نشر على صفحات مجلة " الرسالة الجديدة " للكاتب " جمال مرسي بدر " مقالًا بعنوان " الأهرام .. في كتب الأوائل " عام 1954 .. أقتبس لك عزيزي القارىء هذا الجزء للإشادة بخبابا و عظمة أجدادنا و الاهرامات  " ..  مازال للكشف الأثري الجديد في أهرام الجيزة دوي كبير في مختلف أقطار العالم فقد علق علماء المصريات على هذا الكشف أهمية كبرى وتوقعوا أن يكون ـ متى ظهرت نتائجه كلها ـ أهم كشف أثري مصري منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون .وقد يكون من الطريف المفيد بمناسبة هذا الكشف الأخير أن نرجع إلى ما أوردته كتب المؤرخين والرحالة العرب الأوائل عن أهرام الجيزة ـ تلك الآثار الخالدة التي لم يفت أحد ممن كتبوا عن مصر أن يتناولها . .. "ويحدثنا في موقع آخر عن علم الآثار بمفاهيم زمانه " ولما كان علم الآثار بشكله الحديث مجهولاً لدى القدماء كانت كتاباتهم عن الأهرام تقتصر على وصفها وسرد بعض ما يتناقله الناس عن أخبار بُناتها والغرض من إنشائها وهي أخبار تختلط فيها الأسطورة بالتاريخ.

   ربما مقال أو خبر ينشر يقرأوه عدد من البشر داخل نفس الدولة ؛ لكن الأن و بفضل التكنولوجيا و الإنترنت و مواقع التواصل الاجتماعى ينتشر الحدث فى دقائق معدودة بملايين المشاهدات و هذه إحدى الفوائد الهامة للتكنولوجيا إذ استخدمناها بطرق إيجابية ؛ فهى الأن قدمت لمصر هدية على طبق من ذهب فقد ساهمت بنشر و توثيق معالم و خبابا الاهرامات و تاريخها و نشأتها ؛ فقد نشر "يوتيوبر" "جيمي دونالدسون" المعروف بإسم “Mr Beast جدلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر بعد حديثه عن " تأجير الأهرامات"!!، وهو ما نفته وزارة السياحة والآثار المصرية فيما بعد ، مؤكدة أنه " حصل على تصريح تصوير مجموعة من الأفلام في المنطقة الأثرية".

 بالطبع ، مستر بيست جذب انتباه العالم لمصر و لعظمة الاهرامات و التفاصيل بداخها خاصة وأن متابعيه بالملايين لاسيما الشباب القابع خلف شاشات التليفون المحمول فما حققه الفيديو الأول بعنوان " قضيت 100 ساعة فى الاهرامات " تتجاوز قيمته جهود سنوات من العمل لتنشيط السياحة ؛ فمصر كانت تستهدف الوصول إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028 عبر استراتيجية أعلنتها الحكومة سابقاً، لكنها عادت وعدلت الاستراتيجية ورحّلت هدفها إلى عام 2031 ؛ و وفق بيانات رسمية استقبلت البلاد  15.7 مليون سائح خلال عام 2024، ما يُعدّ أعلى رقم تحققه البلاد في تاريخها.

   لذلك أجد أهمية قصّوى للفيديو حيث يتزامن مع اقتراب افتتاح المتحف الكبير مما يعطى قبلة حياة و دفعة قوية للسياحة الثقافية في مصر ؛هذه ليست المرة الأول و لن تكون الأخيرة التى تتعاون فيها الجهات المعنية مع البلوجرز لتنشيط السياحة لكنى أرى أنها الأكثر أهمية على الإطلاق خاصة أن المحتوى الثقافى الذى قدمه مستر بيست عن الاهرامات غنى و ملىء بالمغامرة و الأسرار التى لاتزال تنبض حتى الأن .

   و لا يسعنا إلا أن نقدم تحية من عمق القلب لمستر بيست و فريقه منتظرين بشغف الفيديو الثانى ؛ كما نقدم الشكر لجهود وزارة السياحة و الهيئات المعنية على هذا العمل الجبار سواء من حيث التنظيم و التأمين و الإعداد له أو التقنيات الحديثة المُستخدمة لشرح ما بداخل الاهرامات ...تحيا مصر و لتنطلق قاطرة السياحة جاذبة خلفها جميع قطاعات التنمية و الرخاء فى بلدنا العظيمة .