عن الروح والجسد !! بقلم الأديب باسم أحمد عبد الحميد

عن الروح والجسد !! بقلم الأديب باسم أحمد عبد الحميد
عن الروح والجسد !! بقلم الأديب باسم أحمد عبد الحميد
 
الحب لطيفة ربانية من عند الله ،خلقها الله لتذيب جليد النفس ،وتنعم بالدفء والحنان ...
والحب  من روح الله على الأرض ،لأنه الحارس الأمين للأخلاق ،كما أن فيه من عظمة الله .  
والعاشق المحب هو إنسانٌ ، غضٌ،  رقيقٌ ، متسامحٌ لا يعرف الدونية ،ويرى حبيبه الأفضل والأروع، والأجمل ،وكل الكلمات التي على وزن ( أفعل ) تفضيل !!
يقبل بك على أي وضع ،وأي حال ،وأي حالة ،ويفتح لك ألف باب للهوى ،لأنك الهو  والأنا ...لأنك الروح والجسد ،ولأنك كل مساحات الخيال لديه...
والروح وحدها تعرف ماهية العشق ،والهيام ،فالعاشقان حبيبان من نبض وعطر وذوبان..
أما الجسد هو الضد ،الذي تؤكد الروح وجودها بقمعه،وكبحه،والتسلق عليه ، فإذا غلب الطين ،هبطت الروح ، وسقطت من معراجها النفسي لتترك الجمال و الكمال المطلق ...  
لذا فدائما عشق الروح يدوم ،وعشق الجسد يفنى !!!
والانطلاق ،والحرية ،والشفافية ،والابتكار ،والخلق ،والإبداع ،والخيال ،وحتى الجمال ،كلها مترادفات ليست ضد الروح ،بل هي من صميمها، وحينما كنا نقرأ عن الفلسفة الإسلامية، وعلماء الصوفية المتفلسفة ، كنا نتعجب في أمر ( الجوع وكف الشهوة ) مثلا ،وكذلك ،كيف تسمو الروح  إلى أعلى مراتب الرقي والدهشة...
- عندما عشقت ( زليخة) ( يوسف عليه السلام ) ذلك الشاب الجميل ،عشقت فيه الجمال والجسد ،ولكنه بشفافيته وصبره وبصيرته،استطاع أن يسمو بها بعيدا عن الجسد فتحول العشق إلى الروح ...
ثلاثون عاما دون أن تراه تحبه ،تحلق روحها ،وراء روحه ،حتى تحولت روحها إلى روح ملائكية، متجردة من أي نزوة او شهوة ...
قد يأخذنا الطين للجمال ،و تسمو بنا الروح لرب الجمال ،وما بين الروح والجسد تظل إشكالية التعبير وتسامي النفس ،والرغبات ...
يجر الزمن عربة العمر يحمل من يريد ،ويترك من يرحل في حقيبة النسيان ،وأراه يجرني حيث شاء نحو الذكرى والحنين !!