أيمن السميري يكتب: للعقل سلام

أيمن السميري يكتب: للعقل سلام
أيمن السميري يكتب: للعقل سلام

عندنا في مصر فيه حالة رعب خفية عند المتأسلمين والمتأثرين بهم من أي شيء يفكر الناس أو ينعش ذاكرتهم  بالحضارة المصرية وإرثها الإنساني.. كلنا فاكرين المرشدة السياحية شيماء أنسي اللي اشتكت من كام سنة من كتابة عبارات دينية على المزارات السياحية والتقطيع اللي شافته على فيس بوك.

حالة شيطنة لكل ما هو مصري لصالح كل ما هو خلافة وعثمانلي وأموي وعرباني. وكلنا فاكرين موكب الممياوات الملكية عمل عندهم سعار وهوس أد إيه.

الإسلام أخد سردية العهد القديم التوراتية زي ما هي كوبي بيست، السردية اللي بتشيطن الحضارة المصرية وتسقط عليها كل النقائص انطلاقًا من سردية اليهود وأنبيائهم عن إن مصر كانت دار اضطهاد لهم.

مع إن الحضارة المصرية القديمة بتوثيق ما تم الكشف عنه كانت حضارة إنسانية بالدرجة الأولى بتحتفي بالنماء والزراعة والقيم الإنسانية النبيلة اللي لو تم تدريسها تتجاوز في قيميتها الأديان نفسها. (فجر الضمير جيمس هنري بريستيد)

وكل ماورد بالسردية التواراتية عن بحر بينشق، وناس بتعبر منه، والنبي يوسف وفرعون موسى، وهامان وقارون وكل مفردات السردية الإبراهيمية لم يثبت منه سنتيمتر واحد في مئات من بعثات الاستكشاف الغربية واليابانية، وبعض البعثات دي كان فيها علماء يهود بالمناسبة من مصلحتهم يلاقوا بردية واحدة لتأكيد روايتهم.

المصريون اللي سجلوا يومياتهم وطبخهم وأقوالهم لم يذكروا شيء عن هذا الميراث الإبراهيمي.

قبل ما تنكش شعرك وتبخ نار في وشي.. كل الاحترام والتقدير والتقديس والتبجيل والتوقير والإذعان ليقينك وإيمانك في حدود إنه إيمان ديني … فاهمني طبعا إيمان ديني زيه زي تقبيل الحجر وقصف تمثال مجسم الشيطان بالحصى والهرولة كل دا على راسي لا مساس به كا إيه؟

كيقين ديني وممكن أدافع معاك عنه كمان في حدود إنه إيمان ديني ضروري لتطبيب روحك ووجودك.

لكن العلم والأريكولوجيا حاجة تانيه فأنت وحدك المسئول عن عقدك العقائدية تجاه إرث وحضارة وطن عظيم بتاريخه بحجم مصر…

مصر…بلدك لو كان دا ما يضايقكش طبعًا برغم حنينك لخلافتك وقادة غزواتهم.

مقدر رعب كل متأسلم من إن البلد دي تستعيد الذاكرة وتستحضر عوامل قوتها..

مقدر رعبك كمتأسلم وأنت عايش في بلد أحد أهم شوارعها بإسم السفاح الخليفة المأمون قاتل أخيه الأمين وقاتل المصريين الذين تحولت على يده ويد واليه السفاح الدلتا إلى مستنقعات من دماء المصريين الذين ثاروا على المكوس والجزية.

اكتب كمتأسلم عصابي على الكباري والطرق عبارات دينية أكتر

الميكروفونات اللي بتحشرج بالسعال وتخاريف الخطباء زودها لو مش كفاية

زود برامج دينية غبية خرافية في كل قنواتك كمان وكمان.

اخترع ماكينة نسيج زي بتاعة فؤاد المهندس تطلع بكر رولات فتاوى جاهزة.

دوس بجزمتك الشريفة على فكرة الوطنية وموتها في الضمير كمان وكمان وزايد وعلي على المتطرفين مين فيكم شغال (في سبيل الله)

افرح كعُصابي بسخاء ميزانيات مؤسسات دينية بالمليارات وهي لا تقدم جرام قيمة مضافة لوعي هذا المجتمع.

افرح بإن  مدرسات وممرضات وموظفات منقبات بالسواد موجودين في كل مدارسك ومصالحك، مدرسات منقبات بالسواد الحالك بيعلموا أطفالك بكل اللي منظومة الأفكار الخرافية الحاكمة لوعيهن الظلامي بتقوله

إفضل زن ليل ونهار على وعي المصريين أحسن يفلت منك ويضيع أملك في اليوم المنتظر اللي هتفلت فيه الأمور ويظهر فيه الغزاة من جديد.

إحنا هنفضل قابضين على مصريتنا وإرثنا

هنفضل فرحانين بكل حاجة بتقربنا من القطيعة المعرفية والحضارية مع أكثر من ١٢ قرن ظلام وتجهيل واسترقاق واحتلال.

إحنا قليلين جدًا يمكن صوتنا مش طالع مع صخبكم وزنكم آناء الليل وأطراف النهار، لكن هنفضل قابضين على حلم مصر وحدها لا شريك لها.

الصورة المرفقة من تصويري لمدخل كوبري محور سعد الدين الشاذلي.. المسلة الأخرى على الشمال التي لم أتمكن من تصويرها لأني سايق بسرعة، العبارات الدينية محفورة حفرا عليها بخط كوفي منمق… جنود الخلافة لا ينامون.

وللعقل سلام