أخبار عاجلة

صفوت عطا الله يكتب: الإسلام السياسي بين الانتصار والانكسار

صفوت عطا الله يكتب: الإسلام السياسي بين الانتصار والانكسار
صفوت عطا الله يكتب: الإسلام السياسي بين الانتصار والانكسار

بينما العالم يعيش فترة الانتصار الساحق لحركة طالبان ونجاحه في اقامة غمارة أفغانستان الإسلامية يلوح في الافق الطموح للمزيد من مناطق أخرى مؤهلة لتكوين أمارات مشابهةوالسعي إلى تقنين وشرعية الحكم ورضوخ المجتمع الدولي بالحقائق والتسليم بالأمر الواقع بل تخطى الأمر إلى عقد مؤتمر عالمي لتقديم المساعدات والمعونات الإنسانية والتي وصلت لأكثر من مليار دولار مما جعل حركة طالبان تقدم الشكر والامتنان لتلك الدول الكافرة في نظرهم مقابل الوعد بعدم قبول الجماعات الإرهابية على أراضيها أو السماح لهم بالقيام بعمليات ارهابية لعل إن كان الإرهاب فزاعة وتهديد دائما لبعض الدول جعلتها ترتعب  وترتعش من الأحداث الجارية بالمنطقة فكانت قطر وتركيا والإمارات من أوائل الدول التي أسرعت في تقديم الدعم والمساعدة للإمارة الجديدة مما يغري الآخرين مثل الصين وروسيا الانضمام لقافلة التأييد والمعونة لإدارة البلاد سياسياً أو اقتصاديا أو انسانيا وواضح أن الحركة تعلمت من دروس الماضي واستوعبت ماجرى لهم من احتضان القاعدة وأسامة بن لادن من مشاكل ومصائب وكلفتها الباهظة طوال العشرين عام الماضية وتحاول تصليح أوضاعها بالشعارات ووسائل الاطمئنان بالعفو العام أو اعطاء المرأة حقوقها وفي الحقيقة الأكيدة إنه كلام سهل لا قيمة له أو يعتبر فقاقيع في الهواء بسبب ان هؤلاء لهم عقيدة ثابتة لترسيخ فكرة الخلافة واحياء التراث والحكم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتنفيذ شرع الله والشريعة الإسلامية بحذافيرها على كل العباد وسكان البلاد مما يجعلها في حالة صدام دائم مع السياسة الدولية والمواثيق الإنسانية التي تقرها الأمم المتحدة.

وعلى النقيض يحدث انكسار أو انهزام متكرر ومتلاحق للإسلام السياسي الممثل في جماعة الإخوان المسلمين خاصة في الشمال الأفريقي بداية من انتفاضة 30 يونيو 2013 في مصر واعتبارها جماعة ارهابية مرورا بالسودان والتحرر من قبضة الإخوان والبشير إلى القرارات الجريئة للرئيس قيس سعيد رئيس تونس ومحاولة إيقاف توغلهم واستيلائهم على السلطة هناك والتوافق الدولي على محاربةالتواجد التركي والمرتزقة المدعومة من الإخوان في ليبيا إلى أن وصلنا إلى الانتخابات الأخيرة التي جرت في المغرب والضربة القاضية والهزيمة المؤلمة القاسية والسقوط الكبير للحزب الحاكمفي البلاد حزب العدالةوالتنميةالإخواني حيث لم يحصد سوى على اثنى عشرة نائباً من جملة125 عضوا حصل عليهم في الانتخابات السابقة واصبح في ذيل القائمةوهذا يرجع للوعي الوطني والحس الشعبي القادر على اسقاط كل الأقنعة والشعارات الكاذبة والأداء الهزيل في خدمةالمواطن وهدفهم التسلق لسدة الحكم لتنكشف هنا أفعالهم وأفكارهم الرخيصة وقرارتهم العشوائية وعدم خبرتهم في إدارة البلاد، وهذا ما حدث في مصر بعد ثمانين عاما يتمكنوا من السطو على مقاليد الحكم بالتهديد والوعيد والترهيب ولكن يقظة الشعب المصري الأصيل فضح نواياهم خلال عام واحد فقط واكتشف حقيقتهم وأن هناك فرق شاسع بين الوعود الزائفة وبين الأفعال والحقائق.

إنها مفارقة ومقارنة بين زهوة النصر وصحوة حركة طالبان وانتعاش الخيال المريض لدى أردوغان وتميم في احياء الخلافة الإسلامية وأن أفغانستان هي البذرة الأولى التي تنقذهم من الهزائم والنكسات المتكررة التي حدثت لجماعة الإخوان وأحزابهم الورقية الهزيلة في بلدان الشمال الافريقي حقاً إنها مقابلة تدعو إلى التفكير والتأمل والتحليل والفحص وأن حكم البلاد يرجع في المقام الأول إلى وعي المواطن البسيط الذي اصبح على معرفة تامة للفصل بين الصالح والطالح وبين الحقيقي والمزيف وبين حب الحياة وأعداء الحياة، غنها معركة بدأت ولن تنتهي وإن الأيام لقادمة وسوف تكشف النتائج الحتمية لهذا الصراع بين الانتصار والانكسار.

 

 

حكاية الفتنة الكروية لعن الله من أيقظها

يلوح في الأفق ببلادنا المصرية بوادر فتنة كروية خطيرة ربما تكون أشد من الفتنة الطائفية فالرياضة وكرة القدم لا تفرق بين عالم وجاهل أو بين غني أو فقير الجميع يتفق على حب النادي الذي يشجعه وينتمي إليه والحقيقة أن ارض الملعب الذي يتنافس فوقها فريقين خلال شوطين كل منهما 45 دقيقة هي تلخيص مبسط للحياة حيث تجد اللعب والمراوغة والسعي نحو الأهداف وأن المكافأة فورية والمحاسبة والمعاقبة على الخطأ بواسطة قاضي الملعب أو حكم المباراة مباشرة دون تردد أوتقصير في التشجيع والحماس الذي يواكب اللعب وتكون النتيجة بين الفائز الخاسر ولكن بينهما روحالمودة ولا تخلو أي مباراة من ضربات الحظ أو التوفيق أو سوء التوفيق والتعثر، هكذا الدنيا مع البشر فترات من النجاح والسقوط ولا يبقى الحال على الدوام لأن دوام الحال من المحال هذا هو السر الخفي لتلك المعشوقة كرة القدم التي من حلاوتها يمكن لعبها في أي مكان وعلى أي مساحة وبأي عدد وأيضا لا تتوقف على حجم الكرة فممكن أن تكون صغيرة أو كبيرة، كرة شراب أو كاوتش، كما أنها لا تحتاج إلى زي معين لكونها سهلة وبسيطة ومتاحة لأي فرد.

لكن عندما يتحول الحماس إلى تعصب والتشجيع إلى هوس تصبح كرة القدم قنبلة موقوته والمباراة بين الفريقين كالنار والبنزين تشتعل في أي لحظة أو لأي سبب وتتحول المدرجات إلى ميدان قتال وصراع وحرب بين الفرقاء بدلاً من الاستمتاع والتسلية.

في مصرنا الحبيبة تنفرد الكرة بظواهر غريبة وعيوب كبيرة أدت إلى تردي منظومة الكرة وإلى تخلفها لمستوى خطير ينذر بوقوع فتن وصراعات ولا يخفى علينا ما حدث من مذبحة بور سعيد عقب مباراة الأهلي والمصري وسقوط 72 قتيلا بخلاف الجرحى يوم الأربعاء الأول من فبراير 2012م والذي وافق ذكرى موقعة الجمل بميدان التحرير مما أدي لتوقف اقامة المباريات واقامتها بعد ذلك بدون جمهور وكذلك الأحداث المؤسفة بإستاد الدفاع الجوي يوم 8 فبراير 2015م اثناء مباراة الزمالك وإنبي التي أدت لسقوط 22 قتيلا وهنا اصبح من المستحيل اقامة المباريات بصورة طبيعية وبحضور الجمهور الذي يعتبر الملح في طعام كرة القدم والمباريات ويمكن تلخيص الأسباب التي أدت إلى هذا المستوى السيء إلى الآتي:

  1. تدخل الدين في شئون اللعبة واقحام الدين بين الأندية حيث وضح ذلك في ملبس اللاعبين وروح التعصب بين اللاعبين واستغلال التجمعات لأغراض خبيثة للإثارة والجدل.
  2. دخول المال في افساد اللعبة وافساد العلاقة بين اللاعب والغاوي وتحت إغراء المال يتخلى اللاعب عن روح الانتماء للنادي وهو عنصر هام لجودة الأداءوبذل الجهد.
  3. تدخل الجمهور في شئون اللعبة وعامل ضغط لصالح أهداف بعيدة عن كرة القدم ولأغراض سياسية أو دينية مثلما عقب أحداث 25يناير 2011 حيث تكون الألتراس وتصارع مع ادارات الأندية خاصة الأهلي والزمالك.
  4. استخدام الإعلام في اشعال حالة الإثارة والصراع والتعصب بدلاً من التهدئة والانحياز لطرف ضد آخر.
  5. التدخل الخارجي وتأثيره السيء على الأندية خاصة بعد تطبيق نظام الاحتراف وانشاء الأندية برأس مال أجنبي مثلما فعل تركي آل الشيخ في افساد العلاقة بين الأهلي والزمالك وبيراميدز.
  6. تدخل السياسة في شئون اللعبة باعتبارها مركز ثقل جماهيري كبير مما أدي إلى تطبيق مبدأ أهل الثقة على أهل الخبرة مما أدي إلى وجود الضغائن والكراهية بين اللاعبين ثم بين الأندية.
  7. اختزال قوة الفريق والأداء الجماعي المفروض عليه إلى نجم واحد معين أو لاعب مميز مما كان له آثاره السلبية على باقي الفريق مثلما يطلق على الشناوي ومحمد صلاح.
  8. فقدان حاسة الروح الرياضية المفروضة بين اللاعبين والجماهير وبدلا من التشجيع والمنافسة الشريفة وقبول الفوز والهزيمة تحولت إلى نوع من التعصب والكراهية.

 

 

بداية أحداث الفتنة الكروية

منذ ستة أعوام ماضيةوالنادي الأهلي يحصل على الدوري العام بجدارة وبفارق نقاط كبير ويحسم البطولة قبل نهايتها بعدة مباريات ولكن هذا العام تمكن الزمالك من الحصول على درع الدوري وبالمفهوم السوي السليم والروح الرياضية تقديم التهنئة للفائز والتمني للفريق المنافس على الأداء الطيب والمنافسة ولكن حدث العكس أثناء تسليم الدرع واحتفالية الفائز بتدخل كابتن نادي الزمالك محمود عبد الرازق المشهور بشيكابالا لإدخال مجموعة من مشجعي النادي وأهالي اللاعبين للاحتفال وهنا تدخل رئيس الاتحاد لتهدئة الأوضاع ولكنه فشل بل زاد لتطاول اللاعب واتهامه في إفساد الاحتفال باعتباره منتمي للنادي الأهلي ورفض شيكابالا استلام الدرع بصفته كابتن الفريق وعقب الواقعة التي كانت مذاعة على الهواء اصدرت لجنة المسابقات قراراً رادعاً وعنيفاً بإيقافه ثمانية شهور وتغريمه مبلغ 500 ألف جنيه عما بدر منه من تطاول واحتكاك وهنا كانت القشة التي قصمت ظهر البعير وفتيل اشعال الفتنة وذلك بتدخل الإعلام الفاشل الساقط الفاسد لزيادة سكب البنزين وكما سبق في العام الماضي المذيع والإعلامي عمرو أديب في استضافة اللاعب رمضان صبحي عقب انتقاله من النادي الأهلي إلى نادي بيراميدز وغضب الجماهير عليه لسلوكه وتركه النادي مقابل المال وحاول المذيع بطريقته الملتويةتبرئة اللاعب ومحاولا تلميعه وتبرير تصرفاته الخاطئة ويكرر نفس الإعلامي سقطته المهنيةوأسرع في استضافة شيكابالا للاحتفال ببطولة الدوري ولكن للأسف الشديد تحولت الحلقة كلها في حوار بعيد عن الروح الرياضية أو الحيادية أو ابراز الحقائق أو حتى في اطار مجهود النادي على الحصول على البطولة بل تحولت في معظمها إلى كيل من الشتائم والتلميح بوجود مؤامرات تحاك من النادي المنافس وهو الأهلي وتوجيه الاتهامات الغير مباشرة وعملية اسقاط نظرية المؤامرة لأفشال الاحتفالية وعدم وجود عدالة وحاول بكل الطرق تبرئة نفسه عن الواقعة التي أدت إلى الايقاف والتغريم وتصدير فكرة المظلومية منذ زمن بعيد وتجاوز الحدود إلى إثارة الجماهير لقضية خطيرة وهي التنمر بسبب لون البشرة السمراء وتوجيه الاتهام بالعنصرية وسرد القصص المؤيدة والأيدي الخفية بل والمدهش قدم تبريراً مقدما لعدم حصول نادي الزمالك السنة القادمة بسبب المجاملات والانحياز للنادي الأهلي بالرغم هذا اللاعب له تاريخ طويل في التنقل بين الأندية دون الاستمرار بسبب المشاكل والتصرفات وظهر لنا اللاعب شيكابالا كأنه ملاك هبط علينا من السماء وليس لاعبا مشاغبا ومثيراً للمشاكل كل هذا مقابل مبلغ مادي حصل عليه من تلك الاستضافة أكثر من 300 ألف جنيه لمجرد كلام مثيراً للفتنة وتهييج الجماهير واصدار احكاماً جزافية لكل منظومة اللعبة وخاصة الاتحاد وأعضاؤه والنادي الأهلي وهنا يسرع إعلامي ينتمي للنادي الأهلي وهوأحمد موسى بسكب البنزين على النار المشتعلة باستضافة سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالنادي الأهلي للتبرير والدفاع والإثارة أيضاً ولتكتمل فصول الفتنة بتدخل اعلامي زملكاوي وهوإبراهيم عيسى بالنفخ في النيران المشتعلة بتحليل اللقب النادي الأهلي باعتباره فوق الجميع بسبب حصوله على أكثر البطولات والكؤوس واعتبار أن هذا اللقب تعبير نازي عنصري مثل هتلر النازي فيسرع النادي الأهلي بعقد جلسة مجلس إدارةلاتخاذ الاجراءات القانونية ضد الإعلامي واسقاط عضويته من النادي وبيان تنديد لهذا الاتهام الخطير وتستمر اشتعال النيران والفتنة بتدخل اعلامي أهاوي خيري رمضان على الخط بوجود خلاف واحتكاك وتهديد واصبحت الفتنة الكروية حديث الساعة ويتنافس الجميع بدلا من اطفاء الحريق إلى زيادتها واشعالها فهذا مجدي عبد الغني وخالد الغندور وميدو وعلاء صادق ورضا عبد العال وعمر الدرديري واختلط الحابل بالنابل وتحولت فعلا لصراع وحرب كلامية واتهامات وتطاول ومراوغة وتبرير للمخطئ، ومن ثم فلا غرابة أن تصبح كرة القدم معشوقة الجماهير إلى عداوة وكراهية متعصب وليست تسلية ومتعة فكانت النتيجة الأداء السيء والفشل حليف الفريق الأولمبي في دورة طوكيو ومثله الفريق القومي في مشواره لكأس بطولة العام التي تقام في الدوحة العام القادم واقالة المدرب العام حسام البدري والتعاقد مع مدرب برتغالي لتدريب الفريق والجميع يعلم يقيناً أن العيب ليس في المدرب وإنما في منظومة الكرة نفسها وتحتاج لتطهير العقول وتنظيف القلوب وتحسين النوايا ونبذ الخلاف والتعصب مجرد مشاهدة مباريات في العالم كله حتى يتأكد للمرء مدى التخلف والتردي الذي حدث للفريق المصري الذي نتمنى بذل الجهد والعرق والكفاح والتعاون واللعب الجماعي والروح الرياضية.

حقاً نحتاج إلى ثورة حقيقية لتصحيح المسار المنحرف سواء كان لاعب أو إداري أو مدرب أو إعلامي حتى نتفادى الوقوع في تلك الفتنة الكروية ولعن الله من أيقظها وإللي على راسه بطحة يحسس عليها سواء كان أصلع أو بشعر.