أخبار عاجلة

إمهاء مكاوي: أكره الانحلال الأخلاقي في نسج القصائد، والاختلاف الفكري هو قاموسي

إمهاء مكاوي: أكره الانحلال الأخلاقي في نسج القصائد، والاختلاف الفكري هو قاموسي
إمهاء مكاوي: أكره الانحلال الأخلاقي في نسج القصائد، والاختلاف الفكري هو قاموسي

تشدد على ضرورة التجدد والتفرد لدى الكاتب، ولا للاقتناص والتناص 

 

 

حوار أجراه: خالد ديريك 

 

 

 

تكتب بنهم وكأنها في سباق مع الزمن دون أن تقع في مصائد التناص والاجْترار، تبذل الجهد للإتيان بأفكار جديدة كأن تسمع نبرة الشغف من بين السطور. حالات إنسانية واجتماعية وفكرية هي قمة مواضيع قلمها، تكتب المقالة ومختلف أنواع الشعر، وتبقى قصيدة الخليلية العروضية هي الأكثر إثارة عندها وتحفز مخيلتها على الإبداع في النظم والبلاغة، قصائدها مرآة عاكسة لفكرها النير، تتسم قصائدها بالوسطية بعيدًا عن التعقيد في المجاز والإدراك، وعن البساطة المطلقة أيضًا أي الاعتدال منهجها بحيث تتناسب النخبة فكرا، وسلسة لمتذوقي الشعر أيضًا، في فوهة قلمها وميض لا يخبو، لتتحف القارئ بجديدها وروائعها. تقول "في سن خمس سنوات برزت موهبتي في الإبداع والفن، حيث صعدت للمنصات بالحفلات التطوانية لتأدية أغاني الأطفال وبعض قصائد الشعر، وفي مدرستي "السيدة أمينة للبنات"، بعد ذلك نمت الموهبة شيئا فشيئا حتى تمسكت بالأدب والشعر رغم توجهي الدراسي المختلف"  

حاصلة على شهادة الماستر في تسيير وتدبير المقاولات ـ باحثة بسلك الدكتوراه باللغة الفرنسية ـ حاصلة إلى شواهد في دراسات الصحافة والحدث وتقنيات الإعلام، وعلى أكثر من 500 شهادة تقدير وتكريم والدروع في مجال الأنشطة الثقافية. - صدر لها ديوانان شعر " زئير الموج " و " نيران لا تحرق " وكتاب بعنوان "حوارات تأملات وآراء على نغمات الشعر والزجل" - لها العديد من المقالات والقصائد المنشورة بالجرائد الوطنية والدولية. 

الشاعرة والكاتبة إمهاء مكاوي مديرة وصاحبة مقاولة للأجهزة الإلكترونية، من مواليد مدينة تطوان ـ المملكة المغربية، وهي تنحدر من أصول أندلسية موريسكية... 

نص الحوار ... 

 

إمهاء مكاوي كَأنثى، تحاول إحداث نوع من التوازن، فهي لا تغور عميقًا في قصائدها وأنما تكتب باحتشام: 

- في بعض الحالات نجد المبالغة في الرومانسية أي غور في قصائد الحب حتى يختل توازنها، أتحدث عن المبدعة الأنثى وهذا لا يطابق مع معايير العادات والتقاليد الإسلامية، لكن طريقتي في الكتابة محتشمة ويغلب عليها طابع الوقار، أكره الانحلال الأخلاقي في نسج موضوع القصائد، أصف شعوري دون الانفلات في الوصف ومن حيث رفع الصوت والتعبير عن الحالات الإنسانية والاجتماعية وما يغمر الأشخاص من نبرة الخير والشر وتوضيح الحقيقة المطلقة والواقع والمواقف النبيلة والمخدلة، أعشق إظهارها وإبرازها في كتاباتي. 

 

 

 ليس كل من ينظم الشعر يعد شاعرًا، وأهم معايير الشاعر/ة عند الأستاذة إمهاء مكاوي:  

- لا، ليس كل ناظم يعد شاعرًا، الشعر في تصوري ومن حيث رؤيتي الخاصة، له معايير كثيرة كالبراعة في نسج الخيال الروحي مع صيغة البلاغة والمجاز الغير المبالغ فيها والتمسك بقواعد الوزن والقافية في الأبيات بتنضيدٍ منظمٍ مع إلقاء جميل، هنا يبرز الفرق بين الناظم والشاعر.  

 

 

تكتب مختلف أنواع الشعر، والموزون أكثر متعة عندها: 

 أكتب جميع أنواع البحور الشعرية مع التركيز على خلو البيت من الكسور ولمن لا يعرف معنى الكسر أوضح له أنه أربعة متحركات متصلة، ومن هذا المنبر الإعلامي الجميل أوجه شكري وتقديري للأستاذ القدير والأديب السامق العراقي الكبير كريم المفرجي الذي علمني الكتابة العروضية فأنا ممتنة له كثيرًا، كما أتقن كتابة الشعر الحر والنثر والسجع وشعر الومضة المقفاة والزجل .... طبعًا الشعر الموزون والمقفى له قواعده يأخذ من الشاعر الوقت في التفكير لكن مع الممارسة في الكتابة الأدبية أصبح بالنسبة لي أكثر من متعة وإثارة... 

 

 

ترى (مكاوي) بأن رونق القصيدة هو في لا إفراط ولا تفريط:  

– أكره الغموض المبالغ في القصيدة، ستصبح صماء بكماء جافة ولن يتعرف على معناها ومفهومها حتى من النخبة، فما بالك صحافينا المتألق بالعامة، التوازن في القصيدة له أهمية كبيرة، لا إفراط ولا تفريط، البساطة المطلقة ستسقط من المستوى الأدبي وكم من مبدع يكتب الغموض لكون أسلوبه الغير المتسلسل للأحداث مع تشبكها سيجعل من القصيدة غامضة، وإذا سألته سيذكر أنه عميق، وفي الواقع طريقة نسجه للكتابة غير سليمة، وهنا تكمن براعة المبدع في صياغة الأسلوب المتسلسل للأحداث والأفكار الانسيابية.  

 

 

تكتب للجميع:  

أحب الكتابة الهائمة بلغة عربية سليمة فصيحة وأسلوب الشعري يمتاز بالجمالية في الصياغة والتوازن في اختيار المصطلحات والمرادفات مع صيغ البلاغة والمجاز ومع المعنى السلس المتناسق والواضح للقارئ، أكتب للجميع دون استثناء، نشر الثقافة والأدب، يتطلب التوازن الفكري ليصل النبض للجميع. 

 

 

 

تشدد على ضرورة الإبداع والتجدد والتفرد لدى الكاتب، لا للاقتناص والتناص:  

- أكره اقتناص أفكار الغير، من يجلب ويسرق بالمعنى الحقيقي لا يعتبر شاعرًا ولا مفكرًا بالمرة حتى ولو أعاد صياغتها، أحب التفرد والتميز وابتكار أفكارا جديدة مثيرة، يوجد العديد من المعايير في اختيار الفكر والتعبير المناسب كبيان الحركة الإبداعية وإنجاب كل ما هو جديد للدفع بالأدب أو بهذه الحركة إلى ما هو أجمل وأبهى في شتى أنواعها الإنسانية والاجتماعية والرومانسية... كتيارات تحمل تجربة بطريقة فنية متوازنة وصحيحة ذات مضامين عميقة كأمواج هادئة أو هائجة لتضرب السفن في وسط البحر ومن ثم لا نعرف مصير السفينة، حسب ما قدمه المبدع لذات القصيدة وما استوعبه المتلقي. 

 

 

تعتقد (مكاوي) إن القصة حاليًا تراجعت كثيرًا أمام الرواية: 

- أظن أن اهتمام القراء بالقصة بدأ في سقوط حر لما اكتسحته الرواية بمكانتها الأدبية وشخوصها الذين يدنون للواقع بأحداث حقيقية في مخيلة القارئ، وذلك حسب نوع الرواية ومحورها وأفكارها الرئيسية فمنها من تكون ناجحة ومنها مع الأسف الشديد تخلف ارتسامات القارئ سيئة كالملل أو النهاية بلا نهاية.   

 

 

 

تصف شعورها بعد إنجاز مادة أدبية بالقول:  

- شعور جميل جدا، أحسست وكأنني ازدنت بمولود جديد، رغم الخطط والمؤامرات والحسد من بعض الجهات الفاشلة، إلا انه لا يلحق بنا إلا ما كتبه الله لنا من خير وسعادة لأننا نستحق لما نقدمه من فكر سامق بشهادة الجميع من المسؤولين والنقاد المحليين والدوليين والقراء بصفة عامة.  

 

 

 

متأثرة بهذا الشاعر:  

- أبي القاسم الشابي، أحب أشعاره وأثر فيّ سيرته الذاتية ووفاته المبكر إلى دار البقاء 

 

 

لكنها ترى بأن هذا التأثير لا يصنع شاعر/ة:  

لا طبعا، لكي يصبح الإنسان شاعرًا، يجب في رأيي أن يقدم جديده وإلا سيعتبر ضعيف الشخصية الأدبية ومن الضروري بلورة مكنوناته المعرفية لصياغة ما هو جديد منفرد. 

 

 

 

أما عن النقد والنقاد، تجيب قائلةً:  

- في بعض الأحيان سنجد نقدًا حقيقيًا بناءً وفي حالات أخرى ستتضح لنا الرؤى بما هو مصالح متبادلة بين الأفراد الكتاب، النقد سواء كان بالمدح أو الذم لن يتلقى صاحبه إلا ما كتبه الله له إضافة إلى مجهوداته وكفاءاته فيما يخص بما قدمه للمتلقي وإحساسه الفردي له، كل قارئ وما واجهته في حياته من معاناة أو فرح وحسب ما صادفه في الشاعر وما قدمه من أبيات لها علاقة بالموضوع الفردي الذي يراود القارئ أو المستمع. 

 

 

تكمن رسالتها الكتابية في المواضيع الهادفة للفت انتباه القارئ:  

- كل كاتب أو مثقف إلا وله رسالة للقارئ و المستمع ، لكن الاختلاف يكمن في طريقة تبليغ الرسالة للقارئ فمنه من يتفوق و منه من يفشل، و ذلك حسب ما نشره من ثقافة هادفة أو رديئة، بالنسبة لما أركز عليه هو التنوع والتجديد في المواضيع الهادفة والاختلاف الفكري هو قاموسي ، الأغلبية من أفراد مجتمعنا يكره الكتاب و هذا واقع يجب الاعتراف به مع الاحتكار الواضح لوسائل الإعلام الإلكترونية الحديثة،  لكن إذا كان الأديب فاطنًا و ذهنه ثاقبًا سيواكب متطلبات المجتمع الحالي من تقديمه للثقافة السامية المثيرة و الحركية البعيدة عن الركود و الجمود حسب متطلبات الجيل الجديد ، سريع البديهة. 

 

 

 

في جعبة الأستاذة إمهاء مكاوي عدد كبير من تكريمات ودروع، وتعتبرهم إضافة معنوية:  

 -  كل هذه الأنشطة الثقافية والاعترافات المحلية والدولية والنجاحات الجميلة، تضيف نكهة متميزة لحياتي وإحساسي بوجودي وحضوري بملكوتي الملموس في هذا العالم الكبير.  

خصوصيات: الغيرة: أغار على وطني وأفتخر به 

ـ الموسيقا التي تأخذها إلى عالم آخر: ، أحب الموسيقى الهادئة الراقية و الأنيقة و التي تحمل في جعبتها رسالة بليغة و هدفًا معينًا، تحملني و تسافر بي إلى جانب النوارس التي تعشق عبق البحر 

ـ الطبق المفضلأحب الأطباق الخفيفة الناعمة العصرية حتى التقليدية 

ـ هواياتهاهواياتي متعددة أحب السباحة و الرسم و الطرز الأندلسي الإسباني Punto de Cruz على الأقمشة و صنع الحلويات العصرية والعريقة التقليدية التطوانية

ـ حكمتها المفضلة: أتقن أمثال ناس زمان،  جدتي كانت ترويها لي... 

في الختام، أشكر دعوتكم الجميلة والراقية صحافينا المتألق والقدير الأديب الأنيق خالد ديريك للحوار الشيق والماتع معكم ودمتم نبراسًا منيرًا ينير المسيرة الأدبية والثقافية بصفة عامة.