محمد لواتي يكتب: الهاربون من رماد المقاومة

محمد لواتي يكتب: الهاربون من رماد المقاومة
محمد لواتي يكتب: الهاربون من رماد المقاومة

   منذ هزيمة إسرائيل على يد المقاومة الإسلامية اللبنانية ، والمشهد السياسي يسير في الوطن العربي عكس تيارين ،تيار الدول المعتدلة، وتيار المحور الغربي الراعي الأمين لإسرائيل سرا وعلانية ، لكنه ظل تغييرا بطيئا إلى أن جاءت حرب غزة ما قبل الأخيرة، وخروج المقاومة منها سالمة وعودة إسرائيل إلى محيطها الجغرافي دون إنجاز يذكر. لقد فهم العالم لأول مرة بعدها اللعبة السياسية والمحاور التي تحكمها، محور خارج دول الاعتدال ، وخارج منطق الرفض الغربي لحقائق الواقع ومنطق التاريخ في اللحظات الأساسية والمهمة .عادت دول الاعتدال إلى رشدها ألوثتي وعلى رأسها السعودي والإمارات العربية ، وبسطت يدها للمواجهة مع التاريخ ضد المقاومة وبداية السير عكس المعادلة الجديدة ، التي تقاسمت تأسيسها المقاومة بين لبنان إلى غزة ، وعاد الغرب إلى الواجهة التاريخية بدل الأسر التاريخي بمواقفه ، وأطروحاته المؤيدة لإسرائيل بحذر شديد .. تغيرت المواقف ، ومعها بالتأكيد تغييرات أخرى قد تصل إلى رفض منطق الماضي والبحث عن سياق حديد تصب فيه سياسته.. سياق يحميها من الفوضى، ومن التلاشي في اللعبة الإسرائيلية التي تعتمد مبدأ استعمار الفراغ لإنشاء نمط استعطافي تبتز به الجميع ..وبالتالي إبقاء مساحة الفساد الإسرائيلي قريبة عن حدودها ، بعدما كانت تخطط لإرهاب الخارطة العربية والإسلامية من البحر إلى النهر .. لم تعد إذن ، ذلك "الغول " الذي لا يعرف الحدود لا في الزمان ولا في المكان إن أراد تصفية أحد ، أو تصفية حتى أنظمة بعد إن ضربت في العمق،وتوسعت الانتفاضة لتشمل جغرافية فلسطين بكاملها في الحرب الأخيرة على الأقصى. إنها - وبعد الهزيمة فيها- فقدت كل أدوات التجاوز خارج حدودها.. في لبنان تم نفضها وإسكاتها ، وفي غزة تم تدمير ما كانت تدعيه من ديمقراطية ومن قوة الردع التي لا تقهر،

ومن اجتياح  متى شاءت وأين شاءت بعد أن أصبحت عاجزة عن حماية شعبها ومؤسساتها من صواريخ المقاومة، ربما يصدق هنا ذلك التوصيف الذي طرحت صحيفة "معاريف" من يذهب للنوم مع حماس

يستيقظ مع حزب الله" بل إنها تم تحجيم قوتها وتعريتها وجعلها مجردة أوراق تتساقط قبل أوانها، وتم تدمير قوة الردع التي ظلت تتباهى بها ، وخسرت من كانوا وراءها إعلاميا وسياسيا ، واقتصاديا بما فيها أمريكا التي أضحت هي نفسها تعاني من تبعات إسرائيل اقتصاديا واستراتيجيا بدليل انه حينما بدأت صواريخ المقاومة تدق إسرائيل سحبت ثقنييها في ميدان الطيران العسكري والأسلحة الإستراتيجية من إسرائيل ،واخفت طائرات أف 35 المسلمة لإسرائيل  في مكان مجهول خوفا من إن تطالها الصواريخ.. من هذا المنطق جاءت مساحة التغيير في المواقف السابقة ،  واللاحقة لكن مجيئها ليس حبا في المقاومة،ولا حبا في حكام العرب ، ولا حتى في محمود عباس، بل تغيير استباقي لحماية إسرائيل ،لكن الحماية هذه المرة ليست كالحماية السابقة، بل حماية من أجل ضمان حدودها فقط ،وتأسيس شريك لها من الفلسطينيين حماية من ذوبانها ، إن هي ظلت تواجه المقاومة ،فالمقاومة في النهاية حرب مفتوحة على حدودها والحرب على الحدود هي حرب استنزاف ضد إسرائيل بكل المعايير والموازين العسكرية.

    بالتأكيد نحن أمام مشهد سياسي جديد ، مشهد ليست سببا فيه الإدارة الأمريكية كما يرى البعض بانهزام سياستها في الشرق الأوسط، بل بظهور إيران كقوة إقليمية لها ما تقوله في أي حرب أمريكية إسرائيلية ضدها وإن كان المشهد كله يحيط بالمقاومة ،إن في لبنان ،أو في غزة، برياح التغيير لصالحها. صحيح ،أن الإدارة الأمريكية ،تتجه نحو الإلغاء الكلي لسياسة" المحافظين الجدد" والمتطرفين فيها ومن لحق بهم من الإنجيليين من مثل" ترامب" وأشياعه،وصحيح أيضا، أن أوروبا بجناحها المعتدل بدأت تتجه أيضا نحو فهم حقيقة الخارطة السياسية الجديدة التي صنعتها المقاومة،ولكن بالتأكيد أيضا ليس حبا في المقاومة ، وعلى حساب إسرائيل،- قاعدة الغرب العسكرية في المنطقة - بل خوفا على الوجود الإسرائيلي ذاته بعد أن بدأت تشعر بانحصارها فعلا والحصار عليها ، ومعها منشئوها، والمدافعون عنها.مما دفع المحلل الاقتصادي والسياسي جدعون ليفي :إلى الاعتراف والقول(المشكلة في عقيدتهم وإيمانهم التام بان الأرض لهم وليس لنا…أمريكا لن تنفعنا في نهاية المطاف ورؤساء العرب لن يساندونا لعجزهم في أوطانهم ولكره الشعوب لهم شخصيا اعتقد أن النهاية قريبة جدا لنا كدولة وجهتنا يجب أن تكون لأوروبا وعليهم ان يستقبلونا كلاجئين اعتقد أن هذا أفضل من          أن نؤكل إحياء من قبل العرب)(- الموقع : الغواص نيوز 14/5/2021)

إن معجزة قوة الردع التي صنعتها المقاومة الإسلامية ومعها محور المقاومة بمساعدة سوريا وإيران ،هي بكل الأوجاع التي أصابتها أحاطت مستقبلها بمناخ سياسي جديد ، فرضته في المواقع انتصاراتها ، فإسرائيل لم يكن يدر بخلدها أبدا ،أنها ستهزم ،في لبنان ،وتتراجع إلى الخلف في غزة ثم تعمها الفوضى داخليا بشكل كإرثي حسب ما يقوله محللوها العسكريين..هذه الهزيمة وهذا التراجع جعلاها(إسرائيل) تأخذ طابعا عسكريا فاقدا لأي محتوى،على المستويات الأمنية، والاجتماعية ، والإعلامية، ووضع مؤسستها العسكرية التي ظلت تمثل النموذج في عمليات الردع أمام احتمالات السقوط أمرا مقضيا ،من الداخل ومن الخارج نظرا لتآكل عامل الردع، وأمام الانكماش داخل محيطها الجغرافي ،بعدما كانت تعتبر المنطقة العربية كلها مساحة لها، توقع فيها ما شاءت وتدمر حيث شاءت.

     هذا التراجع ، وبداية التلاشي لمفهوم التعالي الذي ظلت تتحدى به العالم كله رأي فيه كل من الغرب وأمريكا بداية الانهيار للدولة العسكرية الضامنة لمصالحهما في المنطقة ،ثم ظهور فوج جديد من العقائديين منضوون في صفوف المقاومة،بموافقة لا تخضع إلا لميزان الواقع والحقيقة.. وهنا، جاء دور بعض المنظمات التي كانت تهدد إسرائيل بأظافرها ولحمها بصمت لتتراجع وتأخذ من الجهر بالقول موقفا لها..إسرائيل اليوم أمام جرائمها في غزة ولبنان والعراق ، جسداعاريا ، لا يمكن للأنظمة الغربية الرسمية تجاهله خاصة وأن الوعي الإنساني والأخلاقي لدى شعوب العالم قد أخذ مجراه صوب معرفة الحقائق على يقينها لا على التشكيك فيها كما كان من قبل ، بل إن من هذه الشعوب منظمات تجاوزت منطق الحدود ، وذهبت في السنوات الماضية في قوافل إلى غزة ، وسلمت ما أمكن من المال والمعونات لحركة حماس ، رغم أنف دولها التي وضعت حماس في قائمة المنظمات الإرهابية مع أنها.  حسب المحرر السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت   14/5/2021  " ناحوم برنيع ، إن حركة "حماس لا تقاتل من اجل العقارات، ولا من أجل الصواريخ، بل تقاتل في معركة الوعي، وفي هذا حققت انتصاراً.."إن الضمير البشري حين يتحرك بهذا المنطق ، وبتلك الصورة لا يمكن أن يوقفه اتهام ،أو تنديد كما كان من قبل، حين كان الخوف يتحكم بمجرد رفع شعار معاداة السامية ، حتى هذا المصطلح انتهى دوره أمام صعود المقاومة وحملها شعارا مناهضا لإسرائيل ، باعتبارها دولة إرهابية ،حتى وإن ادعت أنها دولة ديمقراطية وأيدها في ذلك من أيدها ،لقد سقطت كل مبررات الدعوات إلى إحاطة إسرائيل بالعطف وتكميم الأفواه بمصطلح " السامية"،انطلاقا من ذلك الزيف التاريخي ،المصبوب بدوره في الفراغ التاريخي المعروف بالحركة اليهودية...إذن ،لم يعد هناك مبدأ الأمر الواجب التاريخي الذي أوجدته إسرائيل ومن ورائها أمريكا ،وجزءا مهما من الدول الغربية معها دول مطبعة، ولم يعد أمام الحصار الذي يحيط إسرائيل جغرافيا ، إلا مجرد رواية بدون محتوى.

   نعم ،لم تعد إسرائيل قادرة على الدخول لا إلى إلى لبنان ،ولا إلى غزة، وإنها لتخشى المقاومة فيهما أكثر مما تخشى تاريخ "هتلر" وأن حزب الله الذي ضبط المقاومة على أهداف إسرائيلية قد تحول إسرائيل إلى ما يشبه الرماد ، صار أمينه العام السيد حسن نصر الله إذا تكلم لا يزعج إسرائيل فحسب ، بل يحولها إلى مجرد تمثال من قش ، ومعها الذين صنعوها ،وأمدوها بوسائل البقاء ،وإسرائيل التي جهزت كل قواتها العسكرية وأرمادتها من السلاح بما في ذلك المحرم دوليا ، وطنت أنها ستجتث المقاومة في غزة في خلال ثلاثة أيام ،لكنها عجزت حتى عن دخول غزة، وعادت بتلك القوة إلى حدودها في انتظار حدوث معجزة تساعدها على تحقيق بالأحلام ما لم تحققه بالقوة العسكرية،لكن المعجزة جاءت من حماس ، فبعد أن كان الغرب كله وأمريكا يؤكدان على عدم التفاهم معها وعدم الاعتراف بشرعيتها يتراجعان ويطالبان بحوارها بطريقة غير مباشرة،بل وفيهما من يعتبرها قوة لها القدرة على فك ألغاز المستقبل ،لكونها مساحة ترفض الإصغاء لغير قيم الواقع والتاريخ ..

    إذن،نحن أمام مشهد سياسي فلسطيني بامتياز غير الكثير من الموازين والمفاهيم السياسية حتى لدى بعض الدول الغربية،مفاهيم فتحت الباب على مصراعيه لمراجعة مفهوم التضامن العربي التي تؤمن به الجامعة العربية رغم فشله فالدول العربية التي تآمرت في حرب غزة مع إسرائيل لا تزال تدعو اليوم للتآمر عليها ،مندوب السعودية في مجلس الأمن (في اجتماعه الأخير حول غزة)يدين حماس ويشجب إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل في المقابل وفي نفس الجلسة مندوب بوليفيا يرد عليه ويدين إسرائيل بالصوت والصورة  ولقول" إسرائيل قوة احتلال ودولة عدوانية"بل على كل الدول العربية الرافضة لمواقفها المتبنية لسياسة الغرب وإسرائيل ،يوضح ذلك مقال بموقع “ميدل إيست آي” البريطاني يقول أن مستخدمين لتويتر بالإمارات يقومون -بدعم ضمني من الدولة- بتحريف واختيار وإعادة صياغة الحقائق لخدمة إسرائيل على حساب الفلسطينيين" بل يقول الكاتب إيشان ثارور" إنه بسبب الحرب المستعرة الآن بين الفلسطينيين وإسرائيل أصبحت اتفاقيات أبراهام على الهامش في الشرق الأوسط، وحتى الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع إسرائيل بدأت تخفف تقاربها." لقد أصبحت إيران الأقوى في الشرق الأوسط بل تذهب تقارير استخباراتية بأنها صارت من ضمن القوى الصاعدة مع الصين، وروسيا،والهند، وهنا برز سؤال مهم هو هل ترسم القدس معالم نظام إقليمي جديد؟بقيادة إيران فيما "تخوض تل أبيب صراعاً وجودياً في كل المستويات، وتتابع بقلق عميق عدداً من التحولات الكبرى المتعلقة بدورها الوظيفي في المنطقة"فيما يؤكد ليبرمان:"ويقول:"نتنياهو يُعرّض وجودنا للخطر ويقودنا إلى الهلاك"في مقابل زيارات متتالية للوفود الأوروبية والأمريكية لإيران ، ومحاولة أمريكا العودة إلى اتفاقية 5+1 ليست تجاوزا للماضي ،وما فيه من أخطاء بل أملا في تجاوز الماضي إلى المستقبل ،من خلال منطلق الخوف من محور المقاومة على مصالحها في المنطقة،وأملا أيضا من كل الدول الغربية في المحافظة على إسرائيل بعد أن أصبحت عاجزة عن أي إنجاز عسكري أو سياسي لها في المنطقة حتى و أصبح وجودها عبء على الغرب كله بعد أن فشلت في المحافظة على المشروع الوظيفي لها في المنطقة لحساب الغرب، ما دامت محاصرة من الشمال بحزب الله ، ومن غزة بحماس. هذا الحصار وضع الغرب أمام عدة تساؤلات ،وأهمها هو: أن إسرائيل لم تعد قادرة على توفير ما يحتاجه هو وما تحتاجه هي، وهل هي بالتالي في اتجاه الانتقال إلى المواجهة الداخلية ،انطلاقا من الشعب المكون لها ،هو من الشتات، ويرفض أن يعيش في اللا أمن؟ من هنا يمكن فهم التراجع الغربي على مواقفه ،والدخول مع المقاومة في حوارات،تضمن للطرفين ولو جزئيا الأمن والاستقرار،ثم إن ظهور إيران كقوة إقليمية رافضة للمنطق الغربي في هذه النقطة بالذات، ومشددة على زوال إسرائيل بحكم المؤامرة الغربية التي أوجدتها في المنطقة ،وبحكم الإجرام الذي تقوم عيه إسرائيل تاريخيا ساهم في الانقلاب الحاصل في المعادلة السياسية والعسكرية...إن الجنوح بالأحداث نحو فهم أحادي هو فهم خاطئ ..سواء جاء من" الصقور"في البيت الأبيض أو من جون بإيدن أو من الصقور في"البانتاغون .."هو بالتأكيد جنوح نحو إدعاءات سياسية ظاهرها الحق وباطنها الباطل ،ذلك أن عصابات المؤسسات القابضة من خلف الستار على القرار السياسي الأمريكي ،هي واحدة مند عهد" المجرم بوش وما قبله وبعده "، وأن القرارات الحاسمة بيدها ،ومن هنا يبدو الانفراج السياسي الذي يطرحه "البيت الأبيض" هو أشبه بالماكياج التي تضعه المشوهات على وجوههن. والذي يجب أن يؤخذ به في هذا التحول صوب منطق الواقع ، ومنطق المواجهة السياسية المعبأة بالقيم وبالوفاء لها ،وهي بيقين واجهة المقاومة،والانتصار لها.. لقد سكتت إسرائيل أمام منطق حزب الله في لبنان ،وأخذها الرعب أمام المقاومة الإسلامية في لبنان، وغزة ،واليوم لها بقوة،شعوب العالم بعد أن عرفوا أنها أعجز من العجائز في مواجهة واقعها ،وأن ما ظلت توزعه من أضاليل إعلامية انتهى، بل إن الكنائس الأمريكية التي كانت تنطق باسمها في صلواتها تحولت إلى أماكن لجمع التبرعات لفائدة حماس،وتحولت مساحاته بزائريها الخارجية إلى أماكن للتجمعات المنددة بإسرائيل...هذا التحول الرهيب لصالح المقاومة،وضد إسرائيل وضع صانعي القرار في أكثر من دولة غربية لم يكن الا نتاج رد المقاومة العنيف ضدها...أما السؤال الطويل ،وأمام الزلزال الذي حدث بعد إحداث القدس وحي الشيخ الجراح ثم الحرب على غزة.وكان الجواب وان ظل سرا هو إن المقاومة ستصنع التاريخ الذي لا يمكن تجاوزه وها هي تصنعه اليوم وتضع إسرائيل بين خيارين لا ثالث لهما إما الرحيل وإما الانكماش لحين يوم الرحيل الكامل .

   إن الذين يعتقدون أن إسرائيل ما زالت تمثل قوة الردع لوحدها في المنطقة مخطئ، صحيح أن إسرائيل تملك الأسلحة النووية، لكن هذه الأسلحة أمام التطور الحاصل في مفهوم الردعبر الصواريخ الدقيقة لا تمثل لوحدها البديل فضلا عن أنها محصورة الاستعمال ،إذ لا يمكن استعمالها خوفا أن تصيب إسرائيل تأثيراتها،طالما أن المقاومة على حدودها’وطالما أن مصانعها مخترقة بواسطة الصواريخ ، بل أنها الآن أضحت تمثل العبء عليها. فساحة إسرائيل في الأصل لا تستحمل ما هي عليه ،من مصانع كيماوية،ونووية... هذا المنطق الجديد حرك الداخل الإسرائيلي باتجاه العودة إلى حيث الخوف من المستقبل ،ما دفع بالهجرة من إسرائيل إلى خارجها وان ظل يسير بوتيرة لم تكن مألوفة،فهناك حوالي نصف مليون هاجر إسرائيل إلى البلدان التي أتى منها،  بعد حرب لبنان. وهنا يمكن وصف هذا التحول بالمنظور الاستراتيجي تحول قاتل لإسرائيل ،وقد يتحول مع الأيام إن ظلت المقاومة على منطقها إلى مبدأ الشلل العام للدولة الإسرائيلية أن حصل اليمين الفاشي فيها على المراتب الأولى في صنع القرار السياسي ، وعلى رأس هذه الفاشية الجديدة حزب " بقيادة نتنياهو وحزب شاست العنصري" هذا الوجه العنصري القبيح هو أيضا أحد أركان بداية الانهيار ألإسرائيلي ،إذ كل السياقات التاريخية تؤكد ذلك، فسقوط ألمانيا ،كان بسبب النازية التي مارستها إدارة هتلر، وسقوط إيطاليا ،كان بسبب الفاشية التي مارسها موسي وليني .. بل وسقوط الحضارات هو أيضا بهذا السب،والحضارة الغربية اليوم جنحت إلى الفوضى أكثر من جنوحها للسلام والأمن الدوليين وهي بالتالي تسير إما نحو الإفلاس،كما تنبئ الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها العالم بسبب كورنا(انهيار سوق البورصات وسوق العقارات كما توضح تصرفات دولها إما بالكيل بمكيالين تجاه شعوب الأرض الرافضة لهيمنتها وإما بالحروب "الإستباقية،أو الملونة" المبنية على الفوضى الخلاقة. أما على مستوى الاقتصاد الإسرائيلي فان إسرائيل أمام أزمة اقتصاديه لم تعرفها من قبل حتى في آسوا لحظاتها ولن تصمد امامها حيت وصلت خسائرها في الثلاثة أيام الأولى من الحرب حسب إعلان من الكنيست "عن فاتورة قيمتها 912 مليون دولار مصاريف حرب وخسائر مع عدو إرهابي شرس في منطقة صغيرة تدعى غزة، فهل تصدق نبوءة كيسنجر "نحن أمام شرق أوسط جديد بلا إسرائيل"