منى بارومة تكتب: «لن تدخل الجنة بصلاتك»

منى بارومة تكتب: «لن تدخل الجنة بصلاتك»
منى بارومة تكتب: «لن تدخل الجنة بصلاتك»

قد يكون العنوان صادمًا ولكني تعمدت أن أصدمك رغم أن زوجي نصحنى أن أضع كلمة “فقط” أخر العنوان ولكنى صممت على رأيى وهو احترم ذلك مشكورًا، ورغم انني لست فقهية في الدين ومؤمنة أن ربي رب قلوب لكنى مقتنعة أن الله سيعاملنا على أخلاقنا قبل طقوس عباداتنا.

نعم نحن مسلمون اسما ونصلى الفروض لله لكن هل نعمل بصلاتنا أم إنها مجرد أداء لتضمن الأخرة، كيف نصلى ونفتح الراديو على القرآن كل يوم وحولنا كل هذا الزيف والكذب والنفاق، من أجل المال نستحل كل شئ، الإبن يقتل أبيه والأخ يسرق أخيه، ومن أجل المصلحة نفرش النفاق ونتعاطى الخداع ونأخذ بسيف الحياء مالا نستحق، انظروا للشارع وما يحدث فيه تعرفون أن الأخلاق تذبح كل لحظة، انظروا لعدد المتسولين في الشوارع، لأداء الموظفين في المصالح، للمدرس والطبيب والمهندس وهم صفوة المجتمع، هل سألوا أنفسهم عن الضمير، هل أدوا أمانة مسؤوليتهم امام الله، هل الموظف الذى يترك مكتبه ليصلى ساعتين ويترك المواطن يغلى سيتقبل الله صلاته؟.

الرد في هذه القصة التي قرأتها وأعجبتني، فى أحد الأيام أُعجب المصلون بكثرتهم فى أحد المساجد، وكان الإمام أحمد ابن حنبل، رحمه الله، حاضرًا، فقالوا له: تخيل يا إمام كم عدد المصلين في هذا المسجد؟ فقال: لكني لا أرى أحدًا، ومن هول المفاجئة لجوابه، قالوا له: هل أنت أعمى..؟!، وكان ردهم ينطوي على شيء من قلة الأدب، وقلة الاحترام..! لكنه أجابهم قائلًا:

الأعمى.. من أغمض عينيه عن أرملة أوجع رأسُها حمل ثقيل..!

الأعمى.. من توجه للقبلة، وأدار ظهره للأيتام، والفقراء..!

الأعمى.. من سجد لله، وتكبر على عباد الله..!

الأعمى.. من كان في صف المصلين الأول.. ولكنه غاب عن صفوف الجياع، وقول الحق..!

الأعمى.. من تصدق يومًا، وهو قادر أن يتصدق دومًا..!

الأعمى.. من صام عن الطعام، ولم يصم عن الحرام..!

الأعمى.. من طاف البيت الحرام، ونسي أن يطوف حول فقراء يموتون كل يوم من شدة العوز..!

الأعمى .. من رفع الأذان، ولم يرفع أبويه..!

الأعمى.. من صلى وصام، ثم غش في بيعه وشرائه..!

الأعمى.. من قام بين يدي الله، وقلبه يحمل حقدًا، وكرهًا، وبغضًا، واحتقارًا، لإخوانه..!

الأعمى.. من كان هناك انفصامٌ بين عبادته، وأخلاقه، ومعاملاته..!

الأعمى.. من صلى، وسجد، وصام، وهو يناصر الظلمة..!

الأعمى.. من صلى، وصام، ويداه ملطختان بالدماء..!

الأعمى.. من صلى، ولم ينتفع بصلاته..!

الأعمى.. من أخذ من الدين بعضه، وترك بعضه..!

《 فمن كان فى هذه أعمى..! فهو فى الآخرة أعمى، وأضل سبيلًا》

 

ولبلاغة الرد، خيم الصمت على الجميع، فلا يخلو أحد من نقص، أو عيب ونكررها، كى لا ننسى، ولأنها تحكي الحال وقتها، ولكن الحال اليوم أشد وأدهى، للاسف لقد ابتلينا بمشايخ ودعاة من جنس زماننا المعوج، الأخلاق هي الدين وكان الرسول الكريم خلقًا يمشي على الأرض والأوربيون الكفرة يطبقون هذه النظرية في حياتهم ولذلك قال الإمام محمد عبده ذهبت إلى أوروبا فوجدت اسلامًا بلا مسلمين وعدت لمصر فوجدت مسلمين بلا اسلام.