كبسولة حنان: الحياد حكمة و ليس خيانة

كبسولة حنان: الحياد حكمة و ليس خيانة
كبسولة حنان: الحياد حكمة و ليس خيانة

دائما ما يختلط عند البعض مفهوم الحياد و يعتبرونه نوع من أنواع الخيانة بالرغم أنه حتى الحياد السلبي لا يعتبر خيانة لأنه ناجم عن ضعف في الشخصية و قلة حيلة و من الطبيعي أن ينتج عنه عدم انخراط و قلة تفاعل مع الأحداث الجارية و تجنب المشاكل في معظم الأحيان ،، و هناك ما يسمي بي ( الحياد الإيجابي ) الذي يعتبره البعض قيمة مضافة تساعد علي البناء و علامة من علامات التقدم شرط أن يكون الحياد الإيجابي مقرونا بالحكمة في إبداء الاراء و تعزيز فرص الحوار و التفاهم و الوقوف علي مسافة واحدة من الجميع و إعلاء كلمة الحق و الارتقاء و السمو في حل المشكلات الإنسانية و العلاقات الدولية و تغليب المصالح العليا للبلاد علي المصالح الشخصية بدون شعارات أو مسكنات خصوصا في زمن اللامعقول و الاصطفاف الحاد و حرب الأيديولوجيات و التوتر و الفتن و الصراعات السياسية و الطائفية

إن الحياد لا يعني اطلاقا اللامبالاة في القضايا التي لها صلة بالوعي الاجتماعي و لا يمكن للشخص ان يقف حياديا بين الخير والشر او بين الحرب والسلم او بين العدالة والظلم لأنها امور تصاحب الانسان الواعي المستقل ،، لذلك لا يمكننا الحديث عن الحياد في ظل غياب الحريات و حرية الصحافة و الإعلام و تداول المعلومات هذا علي المستوي الداخلي و العلاقة بين الأفراد و المجموعات و بين المواطن و حكومة دولته ،، اما علي المستوي الدولي و علاقات الدول و المنظمات و خلافه لا يمكن أن نتكلم عن حياد دولة إلا إذا كانت تملك من الغذاء و الشراب ما يؤمن شعبها مما يجعلها دولة قوية عصية علي التركيع ليكون لها وزن و ثقل !

و يحضرني هنا مقولة اعجبتني مفادها انه إذا تم كسر بيضة بواسطة قوة خارجية سوف تنتهي الحياة و إذا تم كسر بيضة بواسطة قوة داخلية سوف تبدأ الحياة ،، و لذلك أقول أن كل مشاكل المواطن العربي في منطقتنا العربية يمكن لها أن تحل جميعا و في وقت قياسي إذا توفرت الحرية لمن يتم فرزهم من المخلصين و الأخيار و الحكماء و أصحاب الفكر ليكونوا في أول الصفوف و يقودون المجتمع و يحملون عبيء لا يقوي علي حمله من نراهم الآن في كل المناصب القيادية و الإدارية و الوزارات و البرلمانات و من يتصدرون المشهد السياسي ! و بكل ما استطعت من قوة و بكل الحياد الايجابي اطرح سؤالي و لا أنتظر إجابة و لكن أحلم بأن ألفت نظر حكامنا العرب إن وصل لهم صوتي ! هل سيخرج منكم من يقوم بكسر البيضة من الداخل  ؟ لتبدأ الحياة ،، لأن شعوبكم تحتضر و أنتم لا تشعرون ؟! اللهم وفق حكامنا العرب البطانة الصالحة اللهم بلغت اللهم فاشهد

 

حنان شلبي