محيى الدين إبراهيم يكتب: اليوم العالمي للحمير .. مجموعة قصص قصيرة جداً

محيى الدين إبراهيم يكتب: اليوم العالمي للحمير .. مجموعة قصص قصيرة جداً
محيى الدين إبراهيم يكتب: اليوم العالمي للحمير .. مجموعة قصص قصيرة جداً

رضا الله من رضا أمريكا، بغضب: هل كفرت أيها الزنديق؟ على بوابة دخول مطار بلد عربي، دخل حامل الباسبور الأمريكي بينما ألقوا القبض على الآخر بتهمة الإرهاب !!

أمام نافذة (مبارك) بمستشفى المعادي يقف يوميا صامتا بلافتة مرسوما عليها علامة استفهام، رغم الفضول لم نسأله حتى وجدنا جثته طافية على سطح النيل.

في قريتنا كان يصعد المنبر ساعة ونصف، حتى ينام الناس من وطأة الملل ويستيقظوا فزعين على نداء: أقم الصلاة!!

انطلق لصحن (المسجد) صارخاً متسائلاً: ألا أجد هنا مؤمناً؟، فسأله أحدهم: وهل يعرف المؤمن أنه مؤمن؟، فانهارت دموعه قائلاً: إذن لماذا تكفروني !!

قال له وهو يحاوره: يوم 8 مايو هو اليوم العالمي للحمير، إنه يوم يذكرنا بما لعبه الحمار ( ياصديقي ) في حياتنا عبر التاريخ، سأله بجدية هل تنكر هذا الدور ؟ تأمل الصديق صباع الكفتة في يده والذي التهم نصفه وأجابه: إطلاقا!

كل عام بمولد سيدي رضا كان أبي يذبح بقره ليطعم الفقراء حتى مات وفي عام موته جاء الفقراء ليستلموا حصتهم فلم يجدوها فهجموا على أمي وأكلوها حية!

اختلفوا عرايا بقريتنا في مسألة تجديد الخطاب الديني فخرج فيهم من لا يستر عورته سوى ورقة توت: من يجدد قريةً تفشى فيها الجهل وقضى فيها الفساد !

قال الزعيم: سأقضي على الفساد ولو من أهل بيتي، في طريق عودته اتصلت زوجته تشكره على الطائرة الخاصة، زالت دهشة بابتسامة خبيثة من نائبه المقرب!

كالملاك لكن بلا مأوى، كلما مر الثوار عليه وهو يلتحف الرصيف ابتسم لهم ببراءة وصفق بيديه ولاحقهم بعينه حتى يرحلوا، تغير الوضع وتصور بعضهم انه جاسوس ضد النظام الجديد، انهالوا عليه ضربا بينما يبتسم لهم ويصفق متصوراً أنهم من الثوار، يضربونه ويبتسم، يضربونه ويصفق حتى خارت قواه وتلاشت ابتسامته.

في قريتنا كان يقضي الليل في شرب الخمر ويؤم الناس بصلاة الفجر، كان الكل يعلم بفسقه وفجوره ورغم ذلك لم يتخلف احد منهم يوماً عن الصلاة ورائه فقد كان جميعهم يعملون بمزرعته.

عمدة قريتنا ماكر، حينما تنحى مبارك ترك الحزب الوطني وعندما وصل مرسي أطلق لحيته ولما جاء عدلي منصور حلقها وعندما أتى السيسي تبرع لتحيا مصر !

أقسم وهو يتباهى برجولته وتجالسه امرأة أمام أصدقائه في بار النجوم أنه طلق زوجته لمجرد أنها فتحت الباب لبائع السمك كاشفة شعرها وهذا ضد الدين !

قال الأسد للقرد: سمعت أنك تقلدني فيضحكون لأقتلنك،فقال القرد: إن قتلتني ظنوا أني انتصرت عليك، وإن تركتني أدركوا أنك لا تعاقب الحمقى،فعفا عنه.

قال: كلما تزوجت امرأة هجرتني، رد: أما أن تكون بخيلا أو عنيناً، قال: لاهذا ولاذاك ولكن لا رغبة لي بالإنجاب، رد: لقد قتلت أمومة الأنثى فوجب عليها هجرانك!

أراد عصفور أن يصبح نسراً فانتظر حتى ترك العش ليجلس مكانه، شعر بالقوة، تكسرت إحدى بيضات النسر وخرج منها فرخ صغير فوجد العصفور جالساً فالتهمه!

في الأمم المتحدة تحدث عن منطق القوة وقوة المنطق فلما قامت عليه ثورة لم يفلح معها منطق القوة فخاطب الناس ولم تفلح قوة المنطق فأدرك أنه انتهى بقوة الشعب !

 

قرر أن يفكر خارج الصندوق لمصلحة وطنه الذي يعاني من الجهل والخرافة، خطب في الناس فتجاوبوا معه وصفقوا وصرخوا لرغبتهم في التغيير، قبل أن يصل منزله قام أحدهم باغتياله !

 

سيكتب التاريخ أن حكام العرب باعوا شعوبهم مقابل لا شئ، قال ساخراً: أي تاريخ هذا الذي تتحدث عنه أيها الأحمق؟  لقد اعتقلوا التاريخ وأقاموا عليه الحد !

 

ظل يستمع لجدال القس والشيخ حول فساد العقيدة، نظر في سقف الغرفة فلم يجد الله! أغلق التلفاز يائساً بعدما أدرك أنه بحاجة إلى وطن ربما ينبت إيمان!

 

 

عارياً منفعلاً وممسكاً الموبايل: أنا رئيس الحزب وعلى الجميع معرفة أن الخيانة عدوي الوحيد، أغلق الخط، ارتدى ملابسه، ودع عشيقته ثم خرج من الفناء الخلفي كيلا يراه أحد!

 

آمن بفكرة الوطن العربي الكبير، كان مجرد مواطن نكرة، قرر أن يترشح للرئاسة، كان ذلك قراره الأخير حيث خرج منذ ذلك الحين ولم يعد حتى يومنا هذا !

 

عرفها في الثورة تحاول انقاذ العلم من تحت أقدام الغاضبين، تزوجا، انجبا طفلة سمياها (حرية) بينما مازال حلمهما بالنور مسجونا بزنزانة خوف قديم.

 

العشة في مواجهة القصر، لم يكن هناك حقد طبقي،كلاهما يستمتع بأدواته  بالحياة حتى جاء التغيير فتحول القصر أيضاً إلى عشة وبات كلاهما في العراء!

انتفض مفزوعاً .. ليس هذا ماعرفه من وطن، ليس هذا ماعرفه من صحبه، ما عاد هو هو، كانت تزفه الصبية وهم يصفقون ويرشقونه بالحجارة .. المجنون آهو

لم تعد الصغيرة الدافئة .. ولم يعد الحالم الواعد .. لقد تغير كل شئ حتى الوطن !

لم يلم الزمن حين علت التجاعيد قسمات وجهه .. تأمل نفسه .. لم يكن شبابه ذا قيمة !

في مجتمع الكلاب لا تجد الوفاء إلا للغريب الذي يطعمهم، أخرج محفظته المكتظة بالمال من جيبه، تأملها، ألقاها في النيل، أنقذ ماتبقى من شرفه ورحل.

راودته عن نفسها، أخذ يفكر بعمق وبطئ مذهولاً حتى خافت وظنت أنه سيقيم عليها حد الشرع إلى أن نطق أخيراً وهو ينظر لها نظرة الجاد الحازم: بكم؟!

في ممارسته الجنسية معها تذكر زوجته وأولاده، انها المرة الأولى التي لم يؤنبه فيها ضميرة، ابتسم، عاد لممارسته حتى انقلب على ظهره من التعب ونام!

في مولد سيدي برقوق، صلى لله كثيراً وثمل كثيراً وعاد لغرفته بصحبة إمرأة على وعد أن يستغفر لله كثيراً غداً بالليلة الكبيرة للمولد قبل أن ينفض!

حين رآها أول مرة لم يكن يدري أنه سيحارب العالم كله ليصبح مجنوناً !

كحصان الشطرنج يقفز من الخلف، ماكر، غادر، قاتل، نظر لها بدهشة حتى غاب عن الوعي لحظة ثم استفاق ليجد (دبلتها) بجوار ولاعة سجائره لتختفي للأبد.

ودعها بحزن وبكاء ثم ظل يرقص للصباح حتى الثمالة مع الوجه الجديد !

وكأن أناملها وهي تغادره تريد التشبث بأصابعه حتى النهاية .. كانت معركة كبريائها الأخيرة .. كان إنسحاقه الأخير !

حين استيقظ ضميره إكتشف أنه لايقوى على النهوض !

ظل مولعاً بالحياة حتى وهو ميت !

أخذ يردد اسمها بعشق حتى استدارت وأطلقت ساقيها للريح !

ضاق الكل حتى اتسع الفراغ !