إلهام غانم عيسى تكتب: الثقافة وتكنولوجيا المعلومات

إلهام غانم عيسى تكتب: الثقافة وتكنولوجيا المعلومات
إلهام غانم عيسى تكتب: الثقافة وتكنولوجيا المعلومات

 المعلومات مال بعد ان أصبحت موردا تنمويا يفوق في أهميته الموارد المادية والمال بدوره اوشك أن يكون مجردمعلومات منصات وإشارات وشيفرات تتبادلها البنوك في معاملاتها المالية إلكترونيا وثمة علاقة بين هذا التضاد المعرفي و المعلوماتي والتضاد الحاكم في عصرنا الذي أصبح فيه العلم ثقافة المستقبل في حين اقتربت الثقافة من إن تصبح هي علم المستقبل الشامل الذي يطوي في عباءاته فروعا معرفية متعددة متباينة ونحن نواجه عالما زاخرا بالمتناقضات يتوارى فيه تكتل دولة مع تفتت دويلاته ولايفوق نموه الإقتصادي إلا ذيادة فقرائه وماهي مشكلة الإنترنيت إلا وليدة الحرب الباردة يروجون لها كأداة مثلى لاشاعة ثقافة السلام ونشر السلام والوفاق بين الناس لقد عملت الدول الغربية على إجهاض العديد من تجارب الدول و الشعوب وانهائها لمصلحتها واستخدمت الثقافة بما تحمله من بنى وقيم أداة فاعلة لفرض سيطرتها وهيمنتها على الأمم الأخرى من خلال العمل على تقويض قانونية تعدد الثقافات في العالم وتغييبها ان العولمة الثقافية القائمة في ظل ثورة المعلومات والاتصالات على قاعدة قانون التباين بين الدول القوية الغنية والدول الفقيرة والضعيفة وتستهدف السيطرة على وعي الإنسان بدلا من السيطرة المباشرة على الجغرافية فالتربية تتعرض في هذا العصر لغزو إعلامي شديد الخطورة بما ينفع ويخدم النظام الرأسمالي العالمي في نشر نموذجه الغربي وتصدير منظومات قيمه القائمة على الحرية الليبرالية إن ماتبثه من برامج ثقافية وتربوية واخلاقية يوميا تتعلق جميعها بالنمط الغربي وفهم هؤلاء للحياة وهذا النموذج من التربيةالخاصة بالنظام الرأسمالي النموذج الغربي الحر الذي تسعى من خلاله إلى ضرب خاصيتناالوطنية والقومية عبر تربية الجيل وفق قيم استهلاكية تعتمد على المنفعة (البراغماتية)وتشبع الإنسان بالروح الاستهلاكية الشرائية والفانتازيا التي تتبع الأخرون عقل وتحاكي من غير تجربة ولاهوية وسيكون نتيجة ذلك ارتهان كامل لنموذج الحياة والتفكير والتقدم الغربي بما تضيع معه شخصية الجيل العربي الشاب التي ستساهم فيما بعد بضياع شخصية الأمة إن من اهم المشكلات الثقافية التي تواجهها الأمم وحضاراتها هي مشكلة قائمة عبر مايسمى بالمصطلح(جدلية العقل والنقل او المحمول والمنقول ) انفراد أمريكا وسيطرة القطب الواحد وطرحها الجاد لأفكار نظامها الحر والنظرية(البراغماتية )في فهم الحياة والتعامل على اساس هذا الفهم ومايتفرع عن هذه النظرية الفكرية من نظام علائقي جديد للحياة الإجتماعية تصبح معه العلاقات الإستهلاكية هي السائدة في نظام التعامل الإنساني قيم الجري وراء الموضة الدولية المقررة في مختبرات الأنظمة الأمريكية حصرا وإهمال كل ماهو وطني اوقومي تسعى إلى تفكيك شخصية الأمة ووجودها التاريخي عبر ماتفرضه من قيم ثقافة الأمة الغالبة ان الغزو الثقافي مخطط له تحت شعارات وستارات ومقولات العولمة تطرح نفسها عبر قضايا كبرى ومنطقية في شكلها الظاهر الاانها تخفي في مضامينها ماتريده العولمة الأمريكية من اهداف شيوع العصر الأمريكي على الكرة الأرضية واغتصاب ارادت روح العالم من خلال التضليل عبر طروحاتها للديمقراطية والتسامح الدولي والتعايش السلمي إن مايرسم لأمتنا العربية اصبح يتعدى عملية الغزو الثقافي ليصل إلى عملية تفكير جدلية بتفكيك العروبة والهوية العربية والانتماء ووضع العرب بخارطة سياسياواقتصاديا وجغرافيا وبشريا ممهد الطريق إلى إدماج إسرائيل في جو المنطقة بدون وجود التكتل العربي المحتمل بل إنهاء إمكانية ظهور اي تكتل عربي قبل كل شيء وتسعى إلى تغيير ملامح الوضعية العربية الراهنة ومايتبعه من ملامح مدمرة للعرب والعروبة تفكيك المفاهيم القومية للعرب واستبدالها بالمفهوم العالمي المصدر من قبلها نحن نتعرض لغزو ثقافي مخطط ومبرمج يستهدف مفاهيم انساننا العربي القومية والعقائدية والروحية والأخلاقية محاولة ان تمحو الماضي بما يحمله من إرث حضاري وأفكار وتراث عبر تزوير الحقائق تحاول ان تمحو الماضي ومايحمله من إرث فتأخذ من الثقافة محورا لها للخروح من ضيق مساحة المناورة السياسية خاصة ان هذا التوجه يتوافق مع تعاظم دور الثقافة إقليميا وعالميا وتنموياوسياسيا ضرب العقول عبر ماتبثه في القنوات والاقمار الفضائية المتخصصة عبر العنف الترفيهي وخلل التبادل الاعلامي وفجوة موجات الأثير عبر مالكي المعلومة وفاقديها فرض سيطرة امريكا على حماية حقوق الملكية على المنتجات الثقافية الأمريكية وبالنالي تفرض عقوبات الى كل من يساور له المساس بحقوق الملكية الفكرية لصناعتها الثقافية اما اثرها على اللغة فهناك ثورة التنظير اللغوي تصاحبها تكنولوجيا متقدمة لاتقل ثورية في تطبيق أساليب الذكاء الاصطناعي وعلوم المعرفة وتكنولوجيا الأعصاب على معالجة اللغات الإنسانية بواسطة الكمبيوتر بهدف اكساب الأمة المهارة اللغوية في الأعراب والتصريف والاختصار والتأليف ماهو مصير اللغات القومية تجاه الخصم اللغوي الغربي سوف تصبح السوق العربية مصدر جذب لشركات صناعة المعلومات المتعددة الجنسيات عبر برامج تنفق عليها اموال طائلة لمجرد أن ترد في حوار أحد الأفلام إشارة عبارة عن توفر النسخة باللغة العربية وبالتالي صناعة المعلومات الوطنية سوف توضع جانبا محاصرة المخ البشري من قبل علماء المعرفة ومهندسي الذكاء الاصطناعي و تكنولوجيا المخ والأعصاب ولقد استقر المقام أخيرا بظاهرة الذكاء تحت المجهر المعلوماتي الوراثي هم يحاولون صناعة صورة لثقافتنا عبر نزعة فكرية شاذة سيذداد بذلك نزيف عقولنا عن بعد عبر الإنترنيت وهذا مايحدث حاليا بمعدلات متزايدة